مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٤٤
الله، وصدق الحديث وأداء الأمانة، وحسن الصحابة لمن صحبك، وإذا كان قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فعليك بالدعاء، ولا يمنعك من شئ تطلبه من ربك، ولا تقول هذا ما لا أعطاه وادع فإن الله يفعل ما يشاء. إلى غير ذلك من الأخبار المروية في كتب علمائنا الأخيار.
وحاصل الكلام أن التشرف برؤية الإمام (عليه السلام) أمر ممكن مشروع، وكل أمر ممكن مشروع يستحب الدعاء له.
والنتيجة استحباب الدعاء للتشرف بلقائه سلام الله تعالى عليه.
أما الكبرى: فهي ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع والعقل، ويكفي من الكتاب والسنة ما تلونا عليك، والإجماع ظاهر على من له خبرة وأنس بكتب العلماء وسيرة المسلمين، بل يمكن ادعاء كون استحباب الدعاء من ضروريات الدين، والعقل حاكم بحسن سؤال العبد مطالبه من رب العالمين.
وأما الصغرى: أعني إمكان التشرف برؤية الإمام المنتظر، عجل الله تعالى فرجه ومشروعية طلبه، فهو ظاهر لأهل الإيمان واليقين، وأدل شئ على إمكانه وقوعه لكثير من الصالحين، ومن أراد الله به خيرا في الدنيا والدين، وقد ورد سؤاله في عدة من الزيارات والأدعية التي نقلها سلفنا الصالحون في كتبهم.
- ففي (1) الدعاء المروي عنه بتوسط العمري: واجعلنا ممن تقر عينه برؤيته.
- وفي (2) دعاء العهد واكحل ناظري بنظرة مني إليه.
- وفي دعاء الندبة وأره سيده يا شديد القوى.
- وفي دعاء عقيب السلام عليه في السرداب المبارك: وأرنا وجهه. إلى غير ذلك مما هو مذكور في محله وحمل ذلك كله على أن المراد طلب رؤيته في زمان ظهوره فقط مما لا شاهد له ولا داعي إليه.
- وقد ورد في بعض الأخبار أنه (عليه السلام) يتردد بين الناس فيرونه، ولا يعرفونه، وقد اتفق لي ولبعض الأخيار ما هو من الأسرار.

1 - كمال الدين: 513.
2 - البحار: 102 / 111.
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»