وقعت بعد مضي السمري (رضي الله عنه) (انتهى).
- ويدل على المقصود أيضا ما رواه الصدوق (1) بإسناده، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: إذا أصبحت وأمسيت لا ترى إماما تأتم به، فأحبب من كنت تحب، وابغض من كنت تبغض، حتى يظهره الله عز وجل.
- وروى الكليني (رضي الله عنه) في أصول الكافي (2) بإسناده عن منصور عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: إذا أصبحت وأمسيت لا أرى إماما أئتم به ما أصنع؟ قال (عليه السلام) فأحب من كنت تحب، وأبغض من كنت تبغض حتى يظهره الله عز وجل.
- وروى (3) النعماني بإسناده عن محمد بن منصور الصيقل، عن أبيه منصور، قال: قال أبو عبد الله إذا أصبحت وأمسيت يوما لا ترى فيه إماما من آل محمد فأحب من كنت تحب، وأبغض من كنت تبغض ووال من كنت توالي، وانتظر الفرج صباحا ومساء.
أقول: هذه الروايات تأمرنا بأن لا نتبع في زمن الغيبة أحدا يدعي الإمامة أو البابية، والنيابة الخاصة أن يظهر الله تعالى وليه المنتظر (عج) فإن قوله (عليه السلام) فأحب من كنت تحب إلى آخره كناية عن وجوب ترك المحبة، والمتابعة لمن يدعي لنفسه مرتبة خاصة من الإمامة، والنيابة الخاصة، في زمن الغيبة التامة يعني إن ادعى مدع لنفسه مقاما خاصا فلا تواله ولا تجبه إلى شئ ومعنى هذا تكذيب دعواه كما لا يخفى على ذوي الأفهام العارفين بأساليب الكلام.
ومن الأحاديث التي فيها دلالة وإشارة إلى انقطاع السفارة في الغيبة التامة ما رواه النعماني (4) (رضي الله عنه) بإسناده عن المفضل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين، إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات وبعضهم يقول قتل وبعضهم يقول ذهب فلا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره.
قال النعماني رحمه الله تعالى ولو لم يكن يروي في الغيبة إلا هذا الحديث لكان فيه كفاية لمن تأمله، انتهى.