وفي سورة ق (1) * (وعندنا كتاب حفيظ) * وفي سورة الحديد * (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها) * وفي الواقعة (2) * (إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون) *.
وخلق نظير اللوح المحفوظ السماوي في الأرض وهو الإمام (عليه السلام) فهو لوح عالم الملك، كما أن الأول لوح عالم الملكوت، وقد أثبت فيه وأودعه جميع ما أودع اللوح السماوي وأثبت فيه فقال تعالى (3) * (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) * وقال تعالى (4) * (حم والكتاب المبين) * فإنه قد ورد في روايات عديدة أن أمير المؤمنين هو الإمام المبين.
- وفي الكافي (5) عن الكاظم في حديث النصراني الذي أسلم، أن " حم " رسول الله (صلى الله عليه وآله) والكتاب المبين: علي أمير المؤمنين والروايات في أبواب علوم الأئمة وكيفياتها أكثر من أن تحصى، إذا أردت الاطلاع على جملة منها فعليك بكتاب بصائر الدرجات (6) جزى الله تعالى مصنفه أحسن الجزاء.
وقد ورد في روايات مستفيضة أن جميع الأئمة (عليهم السلام) في العلم سواء، وكذا في الشجاعة، وغيرهما من الصفات الحسنة، وأن ما علمه أمير المؤمنين علمه الإمام بعده وهكذا إذا عرفت هذا فنقول كما أن اللوح المحفوظ السماوي أثبت الله فيه علم كل شئ لكن لا يظهر الله تعالى منه لأهل العالم، إلا ما كان الصلاح في إظهاره ويستر عنهم ما دون ذلك بحسب اقتضاء أحوال الأشخاص والأزمان كذلك اللوح المحفوظ الذي جعله في الأرض، وأثبت فيه كل علم أودعه في اللوح السماوي، لا يظهر منه لأهل العالم إلا ما كان الصلاح في إظهاره، ويستر عنهم ما دون ذلك كما قال عز وجل * (ولكن ينزل بقدر ما يشاء) * وقال تعالى: (7) * (ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) * فإن الإمام هو الشجرة الطيبة كما في روايات كثيرة، بل متواترة وثمرها علمه، يفيض منه ما يشاء بإذن ربه على من يشاء كيف يشاء، كما يظهر من الروايات الكثيرة،