مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٢٩
تكذيب من ادعى نيابته الخاصة (عليه السلام) في زمن الغيبة الكبرى الواحد والسبعون تكذيب من ادعى الوكالة والنيابة الخاصة عنه (عليه السلام) في زمان الغيبة الكبرى. إعلم أنه اتفقت الإمامية على انقطاع الوكالة، واختتام النيابة الخاصة، بوفاة الشيخ الجليل علي بن محمد السمري (رضي الله عنه) وهو الرابع من النواب الأربعة، الذين كانوا مرجعا للشيعة في زمان الغيبة الصغرى، وأنه ليس بعد وفاة السمري إلى زمان ظهور الحجة (عج) نائب مخصوص عنه في شيعته، وأن المرجع في زمان غيبته الكبرى هم العلماء العاملون، الحافظون لحدود الله وأن من ادعى النيابة الخاصة فهو كاذب مردود بل يعد ذلك من ضروريات مذهب الإمامية التي يعرفون بها، ولم يخالف في ذلك أحد من علمائنا، وكفى بهذا حجة وبرهانا.
- ويدل على المقصود أيضا ما رواه الشيخ الجليل رئيس المحدثين المعروف بالصدوق الذي بشر بولادته سيدنا ومولانا الحجة (عج) في كتاب كمال الدين (1) قال حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب (رضي الله عنه) قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري (رضي الله عنه) فحضرته قبل وفاته بأيام، فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فأجمع أمرك، ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية، فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جورا، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب (2) مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال: فنسخنا هذا التوقيع، وخرجنا من عنده، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه، وهو يجود بنفسه، فقيل له من وصيك من بعدك؟ فقال (رضي الله عنه) لله أمر هو بالغه، ومضى (رضي الله عنه)، فهذا آخر كلام سمع منه، رحمة الله ورضوانه عليه.
أقول: الكلام هنا في مقامين:
أحدهما في سند الحديث الشريف المذكور.

1 - كمال الدين: 2 / 516 باب 45 ذيل ح 44.
2 - في نسخة: كذاب.
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»