- ومن الأحاديث الدالة على المرام ما رواه الصدوق في كمال الدين (1) بسند صحيح (2) عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم قلت له: ما يصنع الناس في ذلك الزمان قال يتمسكون بالأمر الذي هم عليه، حتى يتبين لهم.
أقول: الضمير المستتر في قوله (عليه السلام) حتى يتبين لهم راجع إلى الإمام، يعني أن تكليف الخلق في زمان الغيبة أن يكونوا على ما هم عليه ولا يصدقوا من يدعي النيابة الخاصة، والوكالة عنه، حتى يظهر إمامهم ومن هذا يعلم أن المراد بقوله في الحديث السابق: حتى يصح لكم الأمر هو أمر ظهور الإمام فالواجب على الناس أن لا يتبعوا من يدعي الإمامة أو النيابة الخاصة عنه في زمان الغيبة الثانية إلى زمان يصح ويتبين أمر ظهوره بالدلائل والعلامات المروية عن آبائه (عليهم السلام) وبالآثار والمعجزات المشهودة منه مثل ما كان يظهر من آبائه الكرام.
- ويدل على ما ذكرناه أيضا ما رواه (3) الشيخ الصدوق (رضي الله عنه) بإسناده عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) يأتي على الناس زمان تصيبهم فيه سبطة إلى أن قال: قلت:
فما السبطة قال (عليه السلام) الفترة والغيبة لإمامكم قال: قلت فكيف نصنع في ما بين ذلك؟ فقال كونوا على ما أنتم عليه حتى يطلع الله لكم نجمكم.
أقول: المراد بطلوع النجم ظهور الإمام (عليه السلام).
- والدليل على هذا المرام ما رواه الشيخ النعماني (4) (رضي الله عنه) بإسناده عن أبان بن تغلب عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: يا أبان يصيب الناس (5) سبطة إلى أن قال: قلت: جعلت فداك فكيف نصنع، وكيف يكون ما بين ذلك؟ قال: فقال (عليه السلام) لي: إلى ما أنتم عليه حتى يأتيكم الله بصاحبها.