مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٩٤
عاده الناس، فإن أردت الدخول عليه فاليوم قال فجاء إلى أبي الحسن (عليه السلام) عائدا فلقيه أبو الحسن بكل ما يحب من المنزلة والتعظيم، ففرح بذلك فرحا شديدا.
ثم مرض علي بن عبيد الله فعاده أبو الحسن (عليه السلام) وأنا معه، فجلس حتى خرج من كان في البيت، فلما خرجنا أخبرتني مولاة لنا، أن أم سلمة امرأة علي بن عبيد الله كانت من وراء الستر تنظر إليه، فلما خرج (عليه السلام) خرجت وانكبت على الموضع الذي كان أبو الحسن (عليه السلام) فيه جالسا تقبله، وتتمسح به قال سليمان، ثم دخلت على علي بن عبيد الله فأخبرني بما فعلت أم سلمة، فخبرت به أبا الحسن (عليه السلام) قال: يا سليمان إن علي بن عبيد الله وامرأته وولده من أهل الجنة، إن ولد علي وفاطمة (عليهما السلام) إذا عرفهم الله هذا الأمر لم يكونوا كالناس.
أقول: الدليل على المطلوب تقريره (عليه السلام) لفعلها ثم التمجيد والمدح لذلك بقوله: إنها من أهل الجنة، وبقوله إن ولد علي وفاطمة (الخ) تعني أن تقبيلها موضع جلوسه (عليه السلام) والتمسح به من جهة معرفتها بحق الإمام وشأنه بخلاف أكثر الناس.
ومنها قوله عز وجل (1) * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) * بضميمة ما ورد في تفسيره وتبيين المراد منه.
- ففي غاية المرام (2) والبرهان وغيرهما من كتب الأعيان بأسانيدهم المعتبرة من طرق العامة والخاصة أن رسول الله قرأ * (في بيوت أذن الله أن ترفع) * (الخ) فقام رجل فقال: أي بيوت هذه يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله): بيوت الأنبياء.
فقام إليه أبو بكر، فقال: يا رسول الله هذا البيت منها؟ وأشار إلى بيت علي وفاطمة (عليهما السلام) قال (صلى الله عليه وآله) نعم من أفضلها.
- وعن عيسى بن داود عن موسى بن جعفر عن أبيه (عليهما السلام) في قوله تعالى * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) * الخ، قال بيوت آل محمد، بيت علي وفاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفر صلوات الله عليهم أجمعين (الخ،) وفي هذا المعنى روايات عديدة تركناها اختصارا.
وتقريب الاستدلال أن الإذن في هذا المقام، إما بمعنى الأمر كقوله تعالى * (وداعيا إلى الله بإذنه) * أو بمعنى الإرادة كقوله تعالى * (وإذ تخرج الموتى بإذني) * وعلى كلا التقديرين

١ - سورة النور: ٣٦.
٢ - ص ٢١٨، باب 12 ح 6.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»