مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٩٠
نعم يشتركان في كل ما يعد في العرف تعظيما وتوقيرا للمكان وسيأتي بيان ذلك في المقام الثاني إن شاء الله، ثم إنه لا ينافي ما ذكرناه في بيان معنى الشعائر لما ذكره بعض من التفسير بدين الله كله وبعض آخر بمعالم دين الله وبعض آخر بالأعلام التي نصبها لطاعته وبعض بحرمات الله وبعض بمناسك الحج.
وما سيأتي في قول أمير المؤمنين " نحن الشعائر " لأن الظاهر من ملاحظة الأشباه والنظائر أن كلا منها ذكر لبعض المصاديق أو أظهرها والكل يرجع إلى ما ذكرناه وبيناه بتأييد الله وبركة أوليائه.
- الوجه الثاني: أنه قد روي في مرآة الأنوار (1) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) مرسلا أنه قال:
" نحن الشعائر، والأصحاب " ولا يخفى أن المراد بقوله نحن إما رسول الله والأئمة أو الأئمة فإنهم أعظم شعائر الله وأفضلها ولا ريب في أن تعظيم ما ينتسب إليهم تعظيم لهم وهم شعائر الله فتعظيم ما يختص بهم وينتسب إليهم تعظيم لهم وهم شعائر الله وهذا واضح لا سترة فيه فقد ظهر بحمد الله رجحان تعظيم وتوقير كل ما ينتسب إلى مولانا الحجة وكذا سائر الأئمة ويضاف إليهم بإضافة خاصة من مواقفهم ومشاهدهم وضرائحهم، وخطوطهم، وكتبهم، وملابسهم، وأحاديثهم وكلماتهم، وذراريهم وشيعتهم، وغير ذلك واستحباب ذلك مما لا مجال للتأمل فيه.
تنبيه وتحقيق في معنى قوله (عليه السلام): نحن الشعائر والأصحاب. إعلم أن هذا يحتمل وجوها:
أحدها: أن يكون إشارة إلى ما ورد في دعاء ليلة النصف من شعبان أنهم أصحاب الحشر والنشر.
- وروي عنه (عليه السلام) في حديث (2) محكي عن البصائر: أنا الحاشر إلى الله - الخبر ومر في شفاعته في الباب الرابع حديث يدل على ذلك أيضا ولا استبعاد فيه لأنهم محال مشيئة الله وأنهم مناة وأذواد، كما ورد في دعاء رجب عن الحجة (عليه السلام)، وقد قال الله تعالى لعيسى * (وإذ تحيي الموتى بإذني) * ولا شك أنهم أفضل من عيسى ومن إسرائيل صاحب الصور وقد

1 - مرآة الأنوار: 198.
2 - مرآة الأنوار: 60.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»