مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٩١
صدر منهم إحياء الموتى بإذن الله في دار الدنيا كرارا بحيث بلغ حد التواتر، ولهذا المطلب مؤيدات لا يسع المقام ذكرها، ويحتمل أن يكون المراد بكونهم أصحاب الحشر والنشر في زمان الرجعة والله العالم.
الوجه الثاني: أن يكون المراد بقوله والأصحاب إنهم أصحاب السر والنجوى.
- ويؤيده ما ورد في الروايات أن الله تعالى ناجى عليا يوم الطائف ويوم خيبر ويوم حنين وتبوك وهي مذكورة في البرهان وكتب عديدة معتبرة.
- ويؤيده أيضا ما روي عنهم في البصائر (1) وغيره: إن أمرنا سر مستسر وسر لا يفيده إلا سر وسر على سر وسر مقنع بسر.
- وفي حديث آخر (2) إن أمرنا هو الحق وحق الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن وهو السر وسر السر، وسر المستسر، وسر مقنع بالسر وشرح هذا الكلام مما لا يتحمله كثير من الأفهام.
- كما روي عنهم (عليه السلام) في كثير من الروايات أن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان فلهذا رأينا الإجمال أولى وطوينا عنه كشحا.
ويؤيد ما ذكرنا أيضا ما ورد في أبواب علومهم أن منها النقر في الآذان وفيه روايات عديدة معتبرة مذكورة في الكافي والبصائر وغيرهما.
- ومنها ما روي في البصائر (3) في وصف الإمام وبعض شؤونه عن مولانا الباقر (عليه السلام):
يسمع في بطن أمه فإذا وصل إلى الأرض كان على منكبه الأيمن مكتوبا: * (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) * ثم يبعث أيضا له عمودا من نور تحت بطنان العرش إلى الأرض يرى فيه أعمال الخلائق كلها ثم يتشعب له عمود آخر من عند الله إلى أذن الإمام كلما احتاج إلى مزيد افرغ فيه إفراغه.
- الوجه الثالث: أن يكون قوله (عليه السلام): والأصحاب إشارة إلى ما روي عنهم: لنا مع الله حالات: هو فيها نحن، ونحن هو، وهو هو، ونحن نحن.

1 - البصائر 28 باب 12 الجزء الأول ح 1.
2 - البصائر: 29 باب 12 ح 4.
3 - البصائر: 442 باب 12 جزء 9 ح 6.
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»