مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٩٧
ومواقفه، وألبسته، وكتابته، وما يختص به وينتسب إليه، كما نرى من ملاحظة أحوال المحبين وأعمالهم بالنسبة إلى حبيبهم كما قيل:
أمر على الديار ديار ليلى * أقبل ذا الجدار وذا الجدارا فما حب الديار شغفن قلبي * ولكن حب من سكن الديارا ومنها قوله عز وجل * (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم) * الخ فإن ذلك تعظيم واحترام له (صلى الله عليه وآله) ولبيوته المنتسبة إليه ومواقف الأئمة ومشاهدهم ملحقة ببيوت النبي (صلى الله عليه وآله) موضوعا أو حكما. وتقرير الاستدلال كما مر في الاستدلال بقوله تعالى * (في بيوت أذن الله أن ترفع) * الخ.
- ومنها: ما في مزار البحار (1) وغيره عن الأزدي قال: خرجنا من المدينة نريد منزل أبي عبد الله (عليه السلام)، فلحقنا أبو بصير خارجا من زقاق من أزقة المدينة، وهو جنب، ونحن لا علم لنا حتى دخلنا على أبي عبد الله، فسلمنا عليه، فرفع رأسه إلى أبي بصير فقال: يا أبا بصير، أما تعلم أنه لا ينبغي للجنب أن يدخل بيوت الأنبياء فرجع أبو بصير، ودخلنا.
أقول: وقد ورد في هذا المعنى روايات أخر أيضا وتخصيص المنع بصورة حضور الإمام في ذاك المكان ممنوع، لأن المورد لا يكون مخصصا، بل هو من أفراد العام، مضافا إلى أن عموم العام أفرادي، وصورة حضور الإمام حال من الأحوال، فلا يجوز تنزيل العام على تلك الحال فقط ودعوى انصراف العام إلى حال حضور الإمام لو ادعاه مدع ممنوعة بالدليل فتدبر.
- ومنها: ما في البحار (2) وغيره عن عدة من أصحابنا قال لما قبض أبو جعفر (عليه السلام) أمر أبو عبد الله (عليه السلام) بالسراج في البيت الذي كان يسكنه، حتى قبض أبو عبد الله (عليه السلام) ثم أمر أبو الحسن (عليه السلام) بمثل ذلك في بيت أبي عبد الله (عليه السلام) حتى خرج به إلى العراق ثم لا أدري ما كان.
أقول: دل هذا الحديث على استحباب تعظيم مواقف الأئمة ومساكنهم، وعلى أن الإسراج فيها من أقسام التعظيم والاحترام، فبهذا يمكن أن يستدل لاستحباب الإسراج في

١ - البحار: ٤٧ / ٣٣٦ ح ٨ و: ١٠٠ / ١٢٦ ح ٢ وفي قرب الإسناد: ٢١.
٢ - البحار: ٤٧ / ٧ ح ٢٢ والكافي: ٣ / 251 ح 5.
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»