مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٩٥
ينتج أن بيوت آل محمد (صلى الله عليه وآله) بيوت يحب الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، ولو فرض كون الإذن بمعنى الإرادة التشريعية بقرينة قوله تعالى * (ويذكر فيها اسمه) * ولا يجوز أن يكون الإذن هنا بمعنى الرخصة، إذ لا ريب في رجحان ذكر الله واستحبابه، وإذا كان الإذن بمعنى الرخصة، كان منافيا لذلك فتعين أن يكون الإذن بمعنى الأمر فحاصل المعنى: في بيوت أمر الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، لاشتراك المعطوف عليه في الحكم، ومعنى الرفع التعظيم والاحترام لا الرفع الحسي كما لا يخفى ولا فرق في صدق البيوت بين ما يسكنه الشخص في بعض الأوقات، وما يسكنه في جميع الأوقات، بحسب الصدق العرفي فكل ما يصدق عليه أنه من بيوت آل محمد (عليه السلام) دخل في رجحان التعظيم والاحترام، نعم كلما كان وقوفهم فيه واختصاصهم به أكثر وأتم كان تعظيمه واحترامه أحسن وأهم.
ومما يعضد ما ذكرناه واقعة شريفة نذكرها في المقام الثاني إن شاء الله تعالى وإن نازع مكابر غير منصف، وجادل فقال: لا نسلم صدق البيت على كل ما كان موقفا للشخص في بعض الأحيان.
قلنا أولا: إن صدق ما قلناه مشاهد بالعيان.
وثانيا لو لم تقبل ذلك حكمنا بتساويهما في ذلك بالفحوى لأن الذي صار سببا لاحترام البيوت التي سكنها آل محمد (صلى الله عليه وآله) انتساب تلك البيوت إليهم، لوقوفهم فيها وهذا موجود في كل مقام كان انتسابه إلى وقوفهم فيه كما لا يخفى.
ومنها قوله عز وجل: * (فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى) * فإن التوصيف بالمقدس مشعر برجحان التعظيم والاحترام في كل مكان مقدس وقد اشتهر أن التقييد بالوصف مشعر بالعلية كما لا يخفى.
ومنها ما دل على حسن تعظيم الإمام، ورجحان ما تيسر له من التبجيل والاحترام فإن من مصاديق تعظيمه وتكريمه تكريم ما ينتسب إليه، بسبب انتسابه إليه وهذا أمر واضح لا غبار عليه، وهذا الوجه إنما يدل على تعظيم مقاماته، وما ينتسب إليه بعنوان أنه تعظيم الإمام، وتكريمه، وتعظيمها بعنوان تعظيم شعائر الله عنوان آخر كما لا يخفى فلا اتحاد ولا تكرار في ما بيناه.
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»