مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٩٣
معنى قوله تعالى * (إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم) * فارجع إلى الكافي والبرهان (1) وغيرهما وهذه الوجوه الثلاثة مما اختلج بالبال في معنى هذا الكلام الشريف.
والوجه الرابع: ما احتمله صديقنا المسمى (2) باسم خامس الأئمة (عليهم السلام) وهو أن يكون المراد بقوله (عليه السلام) نحن الشعائر والأصحاب هم الأئمة (عليهم السلام) ويكون معنى قوله والأصحاب إشارة إلى ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم يعني أن مراده (صلى الله عليه وآله) بالأصحاب هم الأئمة الأطياب وشفعاء يوم الحساب لا كل من صاحب النبي أياما واقترف في عمره آثاما كما يزعمه العامة العمياء وقد ذكر صديقنا المذكور ورود حديث في تفسير قوله (صلى الله عليه وآله) أصحابي كالنجوم بما ذكر، والله العالم.
- والحديث ما رواه الصدوق في معاني الأخبار (3) بإسناده عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما وجدتم في كتاب الله عز وجل فالعمل لكم به لا عذر لكم في تركه، وما لم يكن في كتاب الله، وكانت فيه سنة مني فلا عذر لكم في ترك سنتي وما ليس لكم فيه سنة مني، فما قال أصحابي فقولوا به فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم، بأيها أخذ اهتدى وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم واختلاف أصحابي لكم رحمة فقيل يا رسول الله من أصحابك؟ قال (صلى الله عليه وآله) أهل بيتي.
ولنرجع إلى أصل المطلب فنقول ومما يدل على ذلك:
- ما روي في الخلاصة للعلامة، والبحار (4) بإسناد صحيح عن سليمان بن جعفر، قال:
قال لي علي بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) (5) أشتهي أن أدخل على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أسلم عليه قلت فما يمنعك من ذلك قال الإجلال والهيبة له والتقى عليه قال: فاعتل أبو الحسن (عليه السلام) علة خفيفة، وقد عاده الناس فلقيت علي بن عبيد الله فقلت قد جاءك ما تريد، قد اعتل أبو الحسن (عليه السلام) علة خفيفة، وقد

١ - البرهان ج ٤ ص ٤٥٥ ذيل آية ٢٦ سورة الغاشية.
٢ - قد صرح باسمه في: ١ / ٤٣٨ في نقل رؤياه للإمام المجتبى (عليه السلام) فراجع إلى ذكر كتابه.
٣ - معاني الأخبار: ١٥٦ باب مثل أهل بيتي كمثل النجوم.
4 - الكشي: 593 ح 1109 - البحار 49 / 222 ح 15 الخلاصة 48.
5 - لم يكن للإمام الحسين (عليه السلام) ولد ولا عقب من غير علي زين العابدين (عليه السلام)، الترجمان.
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»