مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٨٤
في طلب الحفظ من نسيان ذكره (عليه السلام) الرابع والستون أن تسأل الله عز وجل ليحفظك من نسيان ذكره والدليل على ذلك مضافا إلى ما بينا لك آنفا من أن الله عز وجل جعل لك بالنسبة إليه وظائف وآدابا لا تتأتى منك إلا بدوام ذكره.
- ما ورد عنه (عليه السلام) في الدعاء المروي عن الشيخ العمري رضي الله تعالى عنه في حديث عال صحيح مروي في كمال الدين (1) وهو قوله ولا تنسنا ذكره (الخ) فتدبر كيف جعل ذلك من الأدعية المهمة، التي أمر بها الشيعة في تلك المكالمات الشريفة، فلا تغفل عن ذلك، وتضرع إلى الله تعالى في كل حين، ولا سيما مواقع الاستجابة، لئلا تبتلى بنسيان ذكره (عليه السلام) ولا تؤخر الدعاء إلى حين الابتلاء فإنه قد ورد في الروايات المأثورة عنهم في آداب الدعاء أن يبادر المؤمن بالدعاء قبل نزول البلاء، واسأل الله عز وجل أن يعصمك ويحفظك من الذنوب، التي تورث الابتلاء بنسيان ذكر إمامك فإن هذا من أشد النقم وأعظمها.
- وقد ورد في بعض ما روي عنهم من الدعوات: " اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم " ولا ريب أن نسيان ذكر الإمام والغفلة عنه (عليه السلام) نقمة شديدة، تترتب عليها نقمات الدنيا والآخرة.
الخامس والستون أن يكون بدنك خاشعا له - والدليل على ذلك ما رواه السيد الأجل علي بن طاووس (رضي الله عنه) في جمال الأسبوع (2) بإسناده عن محمد بن سنان عن الصادق (عليه السلام) في دعاء يوم الجمعة وقد ذكرناه في كتاب أبواب الجنات في آداب الجماعات: اللهم إني أتقرب إليك بقلب خاضع، وإلى وليك ببدن خاشع، وإلى الأئمة الراشدين بفؤاد متواضع.. الخ، فقد دل حصول التقرب إلى الله عز وجل بخشوع البدن لوليه (عليه السلام)، والمراد بالولي هنا بقرينة ذكر الأئمة، وبقرينة التعبير بهذا اللفظ عن مولانا الحجة (عليه السلام)، في عدة من الدعوات والروايات الشريفة: هو الإمام المنتظر (عليه السلام).
وإن قلت يحتمل أن يكون المراد بالولي إمام كل زمان، أو المؤمن الكامل، قلنا وإن كان

١ - كمال الدين: ٢ / ٥١٣ باب ٤٥ ذيل ٤٣.
٢ - ص ٢٣٠.
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»