مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٤٩
شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علومهم، وجدهم في إرشاد عباد الله، حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف حلة من نور.
ثم ينادي منادي ربنا عز وجل: أيها الكافلون لأيتام آل محمد، الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم، الذين هم أئمتهم، هؤلاء تلامذتكم، والأيتام الذين كفلتموهم، ونعشتموهم فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا فيخلعون على كل واحد من أولئك الأيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم، حتى أن فيهم - يعني في الأيتام - لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة (1) وكذلك يخلع هؤلاء الأيتام على من تعلم منهم.
ثم إن الله تعالى يقول أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام، حتى يتموا لهم خلعهم، ويضعفوها فيتمم لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم ويضاعف لهم، وكذلك من مرتبتهم، ممن يخلع عليه على مرتبتهم وقالت فاطمة (عليها السلام) يا أمة الله إن سلكة من تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة، وأفضل، فإنه مشوب بالتنقص والكدر.
وقال الحسن بن علي (عليه السلام) فضل كافل يتيم آل محمد المنقطع عن مواليه الناشب في تيه الجهل، يخرجه من جهله، ويوضح له ما اشتبه عليه، على فضل كافل يتيم، يطعمه ويسقيه، كفضل الشمس على السهى.
وقال الحسين بن علي (عليه السلام): من كفل لنا يتيما قطعته عنا محبتنا باستتارنا فواساه من علومنا، التي سقطت إليه، حتى أرشده وهداه إلا قال الله تعالى له: يا أيها العبد الكريم المواسي، أنا أولى بهذا الكرم، اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر، وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعم.
وقال علي بن الحسين (عليهما السلام) أوحى الله تعالى إلى موسى: حببني إلى خلقي، وحبب خلقي إلي قال: يا رب، كيف أفعل؟ قال ذكرهم آلائي ونعمائي، ليحبوني فلأن ترد آبقا من بابي، أو ضالا عن فنائي، أفضل لك من عبادة مائة (2) سنة، بصيام نهارها وقيام ليلها.
قال موسى: ومن هذا العبد الآبق منك؟
قال: العاصي المتمرد.
قال: فمن الضال عن فنائك؟

1 - في نسخة: حلة -.
2 - في نسخة: ألف.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»