حوائجهم إلى أئمتهم (عليهم السلام) كما هو واضح للمتتبع في أخبارهم والعارف بآثارهم.
بل يمكن أن يقال إن من جملة فوائد وجود الإمام ووظائفه وعاداته ومناصبه على ما يظهر من الروايات إعانة الملهوفين، وإغاثة المستغيثين بل لا ريب في أن أحدا من الناس إذا كان من رعية رئيس قادر مطاع وبغي عليه دله أحبته إلى التظلم لدى ذلك الرئيس ولو ترك ذمه العقلاء بتركه عرض حاجته عليه.
ومن هنا يمكن أن يقال: لو تركنا الإقبال على صاحبنا ومولانا (عليه السلام) في مهماتنا وحوائجنا، لم نأمن من الخذلان، لأنا تركنا وظيفتنا التي أمرنا الله تعالى بها كما يظهر مما ورد في قوله تعالى: * (فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله) * المفسر في حديث جابر بالأوصياء (عليهم السلام) فوظيفة كل أحد أن لا يلتجئ في أموره إلا إلى إمام زمانه وإن ترك ذلك وأصابه ما أصابه كان من الملومين الخاسرين، المخاطبين بقوله تعالى: * (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها) * وأمرنا أيضا بأن نأتي البيوت من أبوابها، وجعل الإمام والحجة في كل زمان بابه الذي يؤتى منه وأمرنا بالتضرع إليه بوسيلته.
فإذا عرفت ذلك، فنقول: لا فرق بين حضور الإمام وغيبته، فإنه صاحب المرأى والمسمع كما في زيارته المأثورة عنه ولا يخفى على الإمام شئ من أحوال الأنام كما هو المصرح به في الروايات المستفيضة بل المتواترة معنى، بل هو من القطعيات عندنا، وليست الجدران والجبال والستور حائلة بينه وبين أحد من الخلق كما ورد في الأخبار.
- ويشهد لذلك مضافا إلى ما ذكرنا ما رواه السيد الأجل علي بن طاووس (رضي الله عنه) في كشف المحجة، نقلا عن كتاب الرسائل للشيخ الأقدم محمد بن يعقوب الكليني (رضي الله عنه) عمن سماه قال: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام): إن الرجل يحب أن يفضي إلى إمامه ما يحب أن يفضي إلى ربه قال فكتب (عليه السلام) إن كان لك حاجة فحرك شفتيك فإن الجواب يأتيك.
يقول مصنف هذا الكتاب محمد تقي الموسوي الأصفهاني ثبته الله تعالى بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة: قد كثرت علي الديون، وضاقت بي الأحوال في بعض من السنين الماضية، فدخل شهر رمضان، فتوجهت إليه، وعرضت حاجتي عليه صلوات الله وسلامه عليه في وقت السحر من بعض الليالي فلما صليت الفجر في المسجد، ورجعت إلى منزلي، نمت فتشرفت بلقائه (عليه السلام) في المنام، فقال لي بالفارسية " قدرى بايد صبر كنى، تا