مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٥٤
أن طرق الدعوة إليه أربعة:
الأولى: الدعوة إليه، باستعانة الحكمة العلمية.
والثانية: الدعوة بالحكمة العملية.
والثالثة: الدعوة بالموعظة الحسنة.
والرابعة: الدعوة بطريق المجادلة بالتي هي أحسن.
إذا عرفت ما ذكرناه فنقول: إن الدعوة بالحكمة العلمية تحصل ببيان وجوب معرفة المدعو إليه، وكيفية المعرفة، ووسائل المعرفة، وبيان صفاته وخصائصه وفضائله ودلالاته وبيان وظائف الناس بالنسبة إليه وذكر ما يوجب الزلفة لديه ونحو ذلك. والدعوة بطريق الحكمة العملية، تحصل بمواظبة الداعي، فيما هو وظيفته في كل مرتبة من المراتب المذكورة، واهتمامه فيما يبعث الناس على الرغبة في مراقبة حقوق الإمام وتكميل معرفته ليتأسى العارف به في الأعمال ويتنبه الجاهل للسؤال ولهذا القسم من الدعوة تأثير خاص في القلوب، وامتياز تام لحصول المطلوب.
- ولذا قال الصادق (عليه السلام) كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم. الحديث. وأما الدعوة بالموعظة الحسنة، فهي تحصل بالنصح، والترغيب، والترهيب، وبيان ما يترتب على معرفة الحجة، ومراقبة حقوقه من الثواب، وما يترتب على الجهل به، وترك اتباعه، والمسامحة في أداء حقوقه، من النكال والعذاب، على حسب ما يقتضيه الحال، ويبعث على الإجابة والامتثال.
- وأما المجادلة بالتي (1) هي أحسن فعن الصادق (عليه السلام) يعني بالقرآن.
- وعن (2) العسكري (عليه السلام) ما حاصله أنها المجادلة بالحجة والبرهان، من غير أن ترد حقا أو تدعي باطلا.
أقول: ولتفصيل الكلام في كل من الأقسام مقام آخر، وفيما ذكرناه كفاية لأولي الأفهام، ويأتي في الأمر الثاني والخمسين ما ينفعك في هذا الباب، إن شاء الله تعالى.

(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»