مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٥١
بحجج ربهم، ودليل أئمتهم، ليفضلون عند الله على العباد بأفضل المواقع، بأكثر من فضل السماء على الأرض والعرش والكرسي والحجب وفضلهم على هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء.
وقال علي بن محمد (عليهما السلام) لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه، بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل.
وقال الحسن بن علي (عليه السلام) يأتي علماء شيعتنا القوامون بضعفاء محبينا وأهل ولايتنا يوم القيامة والأنوار تسطع من تيجانهم على رأس كل واحد منهم تاج بها قد انبثت تلك الأنوار في عرصات القيامة ودورها مسيرة ثلاثمائة ألف سنة، فشعاع تيجانهم ينبث فيها كلها، فلا يبقى هناك يتيم قد كفلوه ومن ظلمة الجهل قد علموه، ومن حيرة التيه أخرجوه، إلا تعلق بشعبة من أنوارهم، فرفعتهم إلى العلو، حتى تحاذي بهم فوق الجنان، ثم تنزلهم على منازلهم المعدة في جوار أستاديهم، ومعلميهم، وبحضرة أئمتهم، الذين كانوا يدعون إليهم ولا يبقى ناصب من النواصب يصيبه من شعاع تلك التيجان إلا عميت عينه وأصمت أذنه وأخرس لسانه ويحول عليه أشد من لهب النيران فيحملهم حتى يدفعهم إلى الزبانية فيدفعهم إلى سواء الجحيم. انتهى الحديث الشريف بطوله.
ويدل على المقصود قول الله عز وجل في سورة النحل (1) * (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة

(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»