مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٦٠
- وبإسناده عن الباقر (عليه السلام) قال حديثنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن، أو مدينة حصينة فإذا وقع أمرنا وجاء مهدينا كان الرجل من شيعتنا أجرأ من ليث، وأمضى من سنان، يطأ عدونا برجليه ويضرب بكفيه، وذلك عند نزول رحمة الله وفرجه على العباد (١).
الصنف السابع: هم الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم، بسبب إعراضهم عن الحق، واختيارهم الباطل فلا تؤثر فيهم الدعوة، ولا تنفعهم الموعظة وإن كان ضررهم مأمونا لكن لا رجحان في دعوتهم وإظهار الحق عندهم، بل الراجح ترك دعائهم، وإظهار الحق لديهم لأنه لا فائدة فيه سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ولذلك ورد الأمر في الروايات بترك دعائهم:
- ففي الكافي (٢) بإسناده عن ثابت أبي سعيد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) يا ثابت، ما لكم وللناس، كفوا عن الناس، ولا تدعوا أحدا إلى أمركم فوالله لو أن أهل السماء والأرض اجتمعوا على أن يضلوا عبدا يريد الله هداه ما استطاعوا، كفوا عن الناس ولا يقول أحدكم أخي، وابن عمي، وجاري فإن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا طيب روحه، فلا يسمع بمعروف إلا عرفه ولا بمنكر إلا أنكره، ثم يقذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره.
- وفي تحف العقول (٣) في وصايا الصادق (عليه السلام) لمؤمن الطاق مثل ذلك الكلام.
- وفي الكافي (٤) أيضا في الصحيح عن الفضيل قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ندعو الناس إلى هذا الأمر؟
فقال: يا فضيل إن الله إذا أراد بعبد خيرا أمر ملكا فأخذ بعنقه حتى أدخله في هذا الأمر طائعا أو كارها.
- وفيه (٥) في حديث آخر عن الصادق (عليه السلام) قال: لا تخاصموا بدينكم الناس فإن المخاصمة ممرضة للقلب إن الله عز وجل قال لنبيه ﴿صلى الله عليه وآله﴾ (6) * (إنك لا تهدي من أحببت ولكن

١ - البصائر: ٢٤ الجزء الأول باب ١١ ذيل ح ١٧.
٢ - الكافي: ٢ / ٢١٣ ح ٢.
٣ - تحف العقول: ٢٢٩.
٤ - الكافي: ٢ / ٢١٣ ح ٣.
٥ - الكافي: ١ / ١٦٥ ح ١ و ج ٢ / ٢١٣ ح ٤.
٦ - سورة القصص: ٥٦.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»