لأمر النبي والإمام فيما يتعلق بالنفس والأهل والمال علامة تحقق الإيمان.
ومما يدل على وجوب المبايعة لجميع الأئمة (عليهم السلام) ما روي في الاحتجاج (1) في خطبة يوم الغدير من أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر معاشر الناس بمبايعة أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين (عليهم السلام) ولقنهم العهد والميثاق بإطاعتهم، مع أنهم (عليهم السلام) لم يكونوا معاصرين لأهل ذلك الزمان وما هذا إلا لوجوب التزام الناس قلبا ولسانا وتعهدهم بالعهد المؤكد والميثاق المسدد بموالاتهم ونصرهم وبذل أنفسهم وأموالهم دونهم ولإطاعة أمرهم (عليهم السلام).
وإلى جميع ما نبهنا عليه يرشد قوله تعالى: * (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) * وهذا لكمال وضوحه لا يكاد يحتاج إلى إقامة دليل وبرهان.
- ويدل عليه من طرق العامة ما عن صحيحي مسلم والبخاري (2)، وربيع الأبرار للزمخشري، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: من مات وليس في عنقه لإمام المسلمين بيعة، فميتته ميتة جاهلية.
فصل إذا عرفت ما ذكرناه فنقول: يستحب تجديد تلك البيعة في كل يوم، بما ذكره السيد الأجل علي بن طاووس في كتاب مصباح الزائر، وذكره غيره أيضا من علمائنا في كتبهم (3) حيث إنهم ذكروا فيما تستحب قراءته كل يوم بعد صلاة الفجر أن يقال:
- اللهم بلغ مولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه، عن جميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها، وبرها وبحرها، وسهلها وجبلها، حيهم وميتهم، وعن والدي، وولدي، وعني، من الصلوات والتحيات زنة عرش الله. ومداد كلماته ومنتهى رضاه، وعدد ما أحصاه كتابه، وأحاط به علمه.
اللهم إني أجدد له في هذا اليوم وفي كل يوم عهدا وعقدا وبيعة له في رقبتي اللهم كما