مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢١١
شرفتني بهذا التشريف، وفضلتني بهذه الفضيلة، وخصصتني بهذه النعمة، فصل على مولاي وسيدي صاحب الزمان، واجعلني من أشياعه وأنصاره، والذابين عنه، واجعلني من المستشهدين بين يديه طائعا غير مكره، في الصف الأول الذي نعت أهله في كتابك فقلت صفا كأنهم بنيان مرصوص على طاعتك وطاعة رسولك، وآله عليهم السلام اللهم إن هذه بيعة له في عنقي إلى يوم القيامة. قال المولى المجلسي (رضي الله عنه) في مزار البحار (1) بعد ذكر هذا العهد: وجدت في بعض الكتب القديمة بعد ذلك ويصفق بيده اليمنى على اليسرى، انتهى كلامه رفع مقامه.
فصل ويستحب أيضا تجديد هذه البيعة بعد كل فريضة بما روي عن الصادق (عليه السلام) والرواية منقولة في صلاة البحار (2) عن كتاب الاختيار للسيد ابن باقي " ره " وقد ذكرنا الرواية والدعاء في أول الباب السادس من هذا الكتاب.
فصل - ومن الأدعية المأثورة المشتملة على تجديد البيعة لصاحب الأمر (عليه السلام) ما رواه السيد وغيره بأسانيدهم إلى مولانا الصادق (عليه السلام) أنه قال: من دعا بهذا الدعاء أربعين صباحا كان من أنصار القائم (عليه السلام) وإن مات قبل ظهوره أحياه الله تعالى، حتى يجاهد معه، ويكتب له بعدد كل كلمة منه ألف حسنة، ويمحى عنه ألف سيئة وهو هذا:
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم رب النور العظيم ورب الكرسي الرفيع ورب البحر المسجور، ومنزل التوراة والإنجيل والزبور، ورب الظل والحرور ومنزل القرآن العظيم، ورب الملائكة المقربين، والأنبياء والمرسلين، اللهم إني أسألك بوجهك الكريم وبنور وجهك المنير، وملكك القديم يا حي يا قيوم أسألك باسمك الذي أشرقت به السماوات والأرضون وباسمك الذي يصلح به الأولون والآخرون يا حي قبل كل حي، يا حي بعد كل حي يا حي حين لا حي، يا محيي الموتى، ومميت الأحياء، يا حي لا إله إلا أنت.
اللهم بلغ مولانا الإمام الهادي المهدي القائم بأمرك، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين، عن جميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها، وسهلها وجبلها،

1 - البحار: 102 / 110، باب 7.
2 - البحار: 86 / 61، باب 38، ذيل 69.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»