مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٧٥
الرجال، فمن أقر به فزيدوه ومن أنكره فذروه، إنه لا بد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة ووليجة، حتى يسقط فيها من يشق الشعر بشعرتين، حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا.
- وفي الوافي (1) عن الكافي بإسناده عن أبي المرهف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الغبرة على من أثارها، هلك المحاضير، قلت: جعلت فداك، وما المحاضير، قال (عليه السلام) المستعجلون الحديث.
قال في الوافي: المحاضير، أما بالمهملات من الحصر، بمعنى ضيق الصدر، وأما بالمعجمة بين المهملتين من الحضر بمعنى العدو.
وقال المجلسي (رضي الله عنه) في البحار المحاضير جمع المحضير وهو الفرس الكثير العدو.
- وفي غيبة النعماني (2) بإسناده عن أبي المرهف، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) هلكت المحاضير؟
قال: قلت وما المحاضير؟
قال: المستعجلون ونجا المقربون، وثبت الحصن على أوتادها الخبر.
- وبإسناده عن عبد الرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد الله وعنده مهزم الأسدي، فقال جعلني الله فداك متى هذا الأمر فقد طال علينا، فقال كذب المتمنون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلمون، وإلينا تصيرون.
- وبإسناده عن أبي جعفر الباقر أنه قال هلك أصحاب المحاضير، ونجا المقربون وثبت الحصن على أوتادها، إن بعد الغم فتحا عجيبا (3).
- وبإسناده عن إبراهيم بن هليل قال: قلت لأبي الحسن جعلت فداك، مات أبي على هذا الأمر، وقد بلغت من السنين ما قد ترى، أموت ولا تخبرني بشئ؟
فقال: يا أبا إسحاق، أنت تعجل فقلت: أي والله أعجل، وما لي لا أعجل، وقد بلغت أنا من السن ما قد ترى! فقال (عليه السلام): أما والله يا أبا إسحاق، ما يكون ذلك حتى تميزوا وتمحصوا، وحتى لا يبقى منكم إلا الأقل (4).
- وبإسناده عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قول الله عز وجل

١ - الوافي: ١ / ١٠٣.
٢ - غيبة النعماني: ١٠٤ باب ما أمر به الشيعة.
٣ - الغيبة: ١٠٤ ما أمر به الشيعة.
٤ - الغيبة: ١١١.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»