مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٦٤
والسعي وظيفة العبد والإيصال وظيفة الخالق المتعال قال تبارك وتعالى * (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) * الآية كما أن الزرع والسقي ونحوهما وظيفة العباد لكونها تحت قدرتهم والإنبات، والإنماء والحفظ من الآفات، إلى حصول النتيجة، وبلوغ المراد وظيفة الله لخروجها عن قدرة العباد، لكن عليهم الدعاء والمسألة لحصول النتيجة المقصودة.
وكذلك معرفة الإمام لها وسائل وأسباب، رتبها الله تعالى لعباده، وهي مقدورة لهم مثل النظر في معجزاته، وأخلاقه، وإخبار الأئمة السابقين به، وبخصائصه، وبطول غيبته، وما يرد على المؤمنين في زمان غيبته وبالشؤون التي خصه الله تعالى بها، والدلائل التي دل عليها، وغير ذلك فعليهم السعي في تحصيل معرفته بالأسباب المذكورة ونحوها ولكن لما كانت المعرفة من صنع الله عز وجل، وجب عليهم وتأكد لهم بحكم العقل والنقل الدعاء، وطلب معرفته من الله تعالى، فإن * (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له) * الآية.
الأمر الثامن عشر - المداومة بالدعاء الذي رواه ثقة الإسلام الكليني والشيخ النعماني (1) والطوسي (رضي الله عنه) بأسانيدهم عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن للغلام غيبة قبل أن يقوم.
قال: قلت: ولم؟
قال يخاف. وأومى بيده إلى بطنه ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر، وهو الذي يشك في ولادته منهم من يقول: مات أبوه بلا خلف، ومنهم من يقول: حمل، ومنهم من يقول: إنه ولد قبل موت أبيه بسنتين وهو المنتظر غير أن الله عز وجل يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة إذا أدركت ذلك الزمان فادع بهذا الدعاء: اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك، فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني، الخبر.

١ - الكافي: ١ / ٣٣٧ باب الغيبة ح ٥ والغيبة: ٨٦ باب أن في القائم سنة من الأنبياء.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»