مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٧٠
السماء باسم صاحب هذا الأمر، وكان (عليه السلام) متكئا فغضب وجلس.
ثم قال (عليه السلام): لا ترووا عني وارووه عن أبي، ولا حرج عليكم في ذلك أشهد أني قد سمعت أبي (عليه السلام) يقول: والله، إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبين حيث يقول: * (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) * فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع، وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء، ألا إن الحق في علي بن أبي طالب (عليه السلام) وشيعته: قال: فإذا كان من الغد، صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن الأرض، ثم ينادي ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته فإنه قتل مظلوما، فاطلبوا بدمه.
قال (عليه السلام): فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول، ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرأون منا، ويتناولونا، فيقولون، إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت.
ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام) قول الله عز وجل: * (وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) *.
- وعن محمد بن الصامت (1) قلت للصادق (عليه السلام): ما من علامة بين يدي هذا الأمر؟
فقال (عليه السلام): بلى، قلت: وما هي؟ قال: هلاك العباسي وخروج السفياني، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء، والصوت من السماء، فقلت: جعلت فداك أخاف أن يطول هذا الأمر، فقال (عليه السلام): لا، إنما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا.
- وعن حمران بن أعين عن الصادق (عليه السلام) (2) أنه قال: من المحتوم الذي لا بد أن يكون من قبل قيام القائم (عليه السلام) خروج السفياني، وخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية، والمنادي من السماء.
- وعن زرارة بن أعين (3) قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ينادي مناد من السماء أن فلانا هو الأمير، وينادي مناد إن عليا وشيعته هم الفائزون.
قلت فمن يقاتل المهدي (عليه السلام) بعد هذا؟
فقال (عليه السلام): إن الشيطان ينادي أن فلانا وشيعته هم الفائزون، يعني رجلا من بني أمية.
قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب؟
قال (عليه السلام): يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا، ويقولون: أنه يكون قبل أن يكون، ويعلمون

1 - (1 و 2 و 3 و 4): 139 و 140 و 140 و 141 علامات الظهور.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»