مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٨٧
ولدته أمه لا ذنب عليه حتى إذا وضع الرجل على شفير قبره رأيت سيدي قد أقبل فأفرج الناس عن الجنازة حتى بدا له الميت فوضع يده على صدره ثم قال: يا فلان ابن فلان أبشر بالجنة فلا خوف عليك بعد هذه الساعة.
فقلت جعلت فداك هل تعرف الرجل؟ فوالله إنها بقعة لم تطأها قبل يومك هذا، فقال (عليه السلام) لي: يا موسى بن سيار، أما علمت أنا معاشر الأئمة تعرض علينا أعمال شيعتنا صباحا ومساء، فما كان من التقصير في أعمالهم سألنا الله تعالى الصفح لصاحبه، وما كان من العلو سألنا الله الشكر لصاحبه.
- ويدل على المقصود أيضا ما روي (1) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث ذميلة قال: يا ذميلة ليس من مؤمن يمرض إلا مرضنا لمرضه ولا يحزن إلا حزنا لحزنه، ولا يدعو إلا أمنا على دعائه، ولا يسكت إلا دعونا له، الخبر.
ويأتي بطوله في الباب الخامس إن شاء الله تعالى (2).
هذا، وأنت إذا لاحظت توقيعاته الشريفة المروية في كتاب الاحتجاج (3) كفاك في هذا الباب والله الهادي إلى نهج الصواب.
- ويدل على المقصود أيضا ما رواه محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات بإسناده عن أبي الربيع الشامي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) بلغني عن عمرو بن إسحاق حديث. فقال: اعرضه. قال: دخل علي أمير المؤمنين (عليه السلام) فرأى صفرة في وجهه. قال: ما هذه الصفرة؟ فذكر وجعا به فقال له علي (عليه السلام): إنا لنفرح لفرحكم ونحزن لحزنكم، ونمرض لمرضكم وندعو لكم، وتدعون فنؤمن قال عمرو: قد عرفت ما قلت. ولكن كيف ندعو فتؤمن؟ فقال (عليه السلام): إنا سواء علينا البادي والحاضر. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): صدق عمرو (4).
دعوته إلى الحق في زيارته (عليه السلام) - السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته وفي الجامعة: السلام على الأئمة الدعاة

١ - مشارق الأنوار: ٧٧، وفيه رميلة بدل ذميلة.
٢ - في شرح المكرمة السادسة والأربعين (لمؤلفه).
٣ - الاحتجاج: ٢ / ٢٧٧.
٤ - بصائر الدرجات: ٢٦٠ ذيل 2.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»