مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٨٤
لا يصير إلى واحد منهم، ثم تجيء الرايات السود، فيقتلونهم قتلا لم يقتله قوم، ثم يجيء خليفة الله المهدي، فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه، فإنه خليفة الله المهدي ختم العلوم به.
- في حديث كميل المروي في دار السلام، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) يا كميل! ما من علم إلا وأنا أفتحه، وما من شئ إلا والقائم يختمه الخبر.
أقول: المراد بشئ، إما العلم بقرينة صدر الكلام، وإما جميع الكمالات والأخلاق الحسنة والعلوم والمعارف الحقة التي أظهر سائر الأئمة بعضها بمقتضى صلاح زمانهم، والقائم عجل الله تعالى فرجه يظهر جميعها فالجميع يختم بظهوره.
- ويؤيد ذلك ما رواه (1) الصدوق (ره) عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل اختار من الأيام الجمعة، ومن الشهور شهر رمضان ومن الليالي ليلة القدر، واختارني من جميع الأنبياء، واختار مني عليا وفضله على جميع الأوصياء، واختار من علي الحسن والحسين واختار من الحسين الأوصياء من ولده، ينفون عن التنزيل تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الضالين، تاسعهم قائمهم، وهو ظاهرهم وهو باطنهم.
- وفي الكافي (2) في حديث الراهب الذي أسلم على يد مولانا الكاظم (عليه السلام)، ثم إن الراهب قال: أخبرني عن ثمانية أحرف نزلت (3) فتبين في الأرض منها أربعة وبقي في الهواء منها أربعة على من نزلت تلك الأربعة التي في الهواء، ومن يفسرها؟ قال (عليه السلام): ذاك قائمنا ينزله الله عليه، فيفسره وينزل عليه ما لم ينزل على الصديقين والرسل والمهتدين، الحديث ويأتي في كشف العلوم لهم ما يدل على المقصود إن شاء الله تعالى.
خروجه (عليه السلام) بالسيف بعد ظهوره يجب عليه إطاعة لأمر الله، ودفعا لأعدائه، وحفظا لنفسه لما عرفت في خلقه في

١ - إكمال الدين: ١ / ٢٨١ باب ٢٤ ذيل ٣١.
٢ - الكافي: ١ / 483.
3 - الحرف هنا بمعنى الجملة كما وقع التعبير من الأئمة (عليه السلام) بفصول الأذان والإقامة بأنها خمسة وثلاثون حرفا والحروف الأربعة التي قالها (عليه السلام) في رواية الكافي أولها لا إله إلا الله وحده لا شريك له باقيا، وثانيها محمد رسول الله مخلصا، وثالثها نحن أهل البيت، ورابعها شيعتنا منا ونحن من رسول الله، ورسول الله من الله بسبب (محمد الموسوي).
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»