مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٧٦
يا بن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا؟ فيقول: أخرجوا بنا إليه حتى ننظر من هو، وما يريد وهو والله يعلم أنه المهدي، وإنه ليعرفه، ولم يرد بذلك الأمر إلا ليعرف أصحابه من هو.
فيقول: إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل، وعمامته السحاب وفرسه اليربوع وناقته الغضبا، وبغلته الدلدل وحماره اليعفور ونجيبه البراق ومصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) فيخرج له ذلك ثم يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق، ولم يرد ذلك إلا أن يري أصحابه فضل المهدي، حتى يبايعوه.
فيقول الحسني: الله أكبر، مد يدك يا بن رسول الله حتى نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني إلا أربعين ألفا أصحاب المصاحف المعروفون بالزيدية، فإنهم يقولون ما هذا إلا سحر عظيم فيختلط العسكر فيقبل المهدي (عليه السلام) على الطائفة المنحرفة فيعظهم ويدعوهم ثلاثة أيام فلا يزدادون إلا طغيانا وكفرا فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعا.
ثم يقول لأصحابه لا تأخذوا المصاحف ودعوها تكون عليهم حسرة كما بدلوها وغيروها وحرفوها ولم يعملوا بما فيها (الحديث).
والأخبار في هذا الباب كثيرة يأتي بعضها في قتل الكافرين بسيفه إن شاء الله تعالى.
حجه (عليه السلام) - روى الصدوق في كمال الدين (1) بسند صحيح عن محمد بن عثمان العمري (ره) قال: والله إن صاحب هذا الأمر يحضر الموسم كل سنة فيرى الناس فيعرفهم ويرونه ولا يعرفونه.
أقول: والذي يدل على استحباب الدعاء للحجاج من حيث حجه بيت الله:
- ما رواه في الفقيه عن الصادق (عليه السلام) (2) قال: إذا كان عشية عرفة بعث الله عز وجل ملكين يتصفحان وجوه الناس فإذا فقدا رجلا قد عود نفسه الحج، قال أحدهما لصاحبه يا فلان ما فعل فلان قال: فيقول: الله أعلم، قال: فيقول أحدهما: اللهم إن كان حبسه عن الحج فقر فأغنه، وإن كان حبسه دين فاقض عنه دينه، وإن كان حبسه مرض فاشفه، وإن كان حبسه

١ - إكمال الدين: ٢ / ٤٤٠ باب ٤٣ ذيل ٨.
٢ - من لا يحضره الفقيه: ٢ / 212 - 2184.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»