وغربها فيسمعونه في صيحة واحدة في أذن كل رجل فيجيبون نحوها، ولا يمضي لهم إلا كلمحة بصر حتى يكون كلهم بين يديه بين الركن والمقام، فيأمر الله عز وجل النور فيصير عمودا من الأرض إلى السماء فيستضئ به كل مؤمن على وجه الأرض ويدخل عليه نور من جوف بيته، فتفرح نفوس المؤمنين بذلك النور إلى أن قال المفضل: يا سيدي يقيم بمكة؟
قال (عليه السلام): لا يا مفضل بل يستخلف فيها رجلا من أهله فإذا سار منها وثبوا عليه فيقتلونه فيرجع إليهم فيأتونه مهطعين مقنعي رؤوسهم يبكون ويتضرعون ويقولون يا مهدي آل محمد (صلى الله عليه وآله) التوبة التوبة فيعظهم وينذرهم ويحذرهم ويستخلف عليهم منهم خليفة ويسير فيثبون عليه بعده فيقتلونه فيرد إليهم أنصاره من الجن والنقباء ويقول لهم: ارجعوا فلا تبقوا منهم بشرا فلولا أن رحمة ربكم وسعت كل شئ وأنا تلك الرحمة لرجعت إليهم معكم فقد قطعوا الأعذار بينهم وبين الله وبيني وبينهم فيرجعون إليهم فوالله لا يسلم من المائة منهم واحد لا والله ولا من ألف واحد.
قال المفضل: قلت يا سيدي فأين تكون دار المهدي (عليه السلام) ومجتمع المؤمنين؟
قال (عليه السلام): دار ملكه الكوفة ومجلس حكمه جامعها وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة وموضع خلواته الذكوات البيض من الغريين.
قال المفضل: يا مولاي كل المؤمنين يكونون بالكوفة؟
قال: أي والله لا يبقى مؤمن إلا كان بها أو حواليها وليبلغن مجالة فرس منها ألفي درهم، وليودن أكثر الناس أنه اشترى شبرا من أرض السبع، بشبر من ذهب. والسبع خطة من خطط همدان (الحديث).
ولعل المراد من قوله (عليه السلام): لا يبقى مؤمن إلا كان بها أو حواليها، الكون الزيارة أي زيارة مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه، لا الكون على الدوام للإقامة ويشهد لذلك قوله:
وليودن (الخ).
ويحتمل أن يكون أو حواليها تصحيف أو حن إليها كما في رواية مروية في البحار وغيره عن أبي عبد الله (عليه السلام).