مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٧٤
إلى القائم وعلى التقديرين كناية عن الرحمة والشفقة أو القدرة والاستيلاء، وعلى الأخير يحتمل الحقيقة، وقوله: فجمع بها عقولهم يحتمل وجهين أحدهما أنه يجعل عقولهم مجتمعة على الإقرار بالحق فلا يقع بينهم اختلاف ويتفقون على التصديق وثانيهما أنه يجتمع عقل كل واحد منهم، ويكون جمعه باعتبار مطاوعة القوى النفسانية للعقل، فلا يتفرق لتفرقها كذا قيل، والأول أظهر والضمير في (بها) راجع إلى اليد وفي (به) إلى الوضع، أو إلى القائم (عليه السلام) والأحلام جمع الحلم بالكسر وهو العقل. انتهى كلامه (ره).
أقول: الأظهر أن الضمير في يده يرجع إلى القائم عليه السلام.
- والدليل على هذا قول الصادق (عليه السلام) في حديث آخر مروي في الكافي قال (عليه السلام) إن هذا الأمر يصير إلى من يلوى له الحنك (1) فإذا كانت من الله فيه المشيئة خرج. فيقول الناس، ما هذا الذي كان ويضع الله له يدا على رأس رعيته.
حرف الحاء المهملة: حمايته (عليه السلام) للإسلام يظهر من جهاده وحربه (عليه السلام).
- في البحار (2) عن النعماني بإسناده (3) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: كأني بدينكم هذا لا يزال موليا يفحص بدمه ثم لا يرده عليكم إلا رجل منا أهل البيت (الحديث) ويأتي تمامه في سخائه وفي كشف العلوم إن شاء الله تعالى.
حربه (عليه السلام) للمخالفين والفرق بينه وبين الجهاد، أن الجهاد بالنسبة إلى الكفار، والحرب يعم أهل كلمة الإسلام، كما تدل عليه آية المحارب، وغيرها.
- وكيف كان فيشهد لما ذكرنا ما في البحار (4) عن النعماني بإسناده عن الفضيل

١ - قوله (عليه السلام): من يلوى له الحنك، قال في المجمع: لواه إذا أماله من جانب إلى جانب والحنك بفتحتين ما تحت الذقن من الإنسان وغيره أو أعلى داخل الفم والأسفل في طرف مقدم اللحيين (إنتهى) والمراد في الحديث كثرة الكلام في حقه كما ورد في الروايات أن الناس يختلفون في حياته وموته ونسبه وإمامته إلى غير ذلك (محمد الموسوي).
٢ - بحار الأنوار: ٥٢ / ٣٥٢ باب ٢٧ ذيل ١٠٦.
٣ - غيبة النعماني: ١٢٥.
٤ - بحار الأنوار: ٥٢ / 362 باب 27 ذيل 131.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»