مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٦٨
- وعنه (عليه السلام) (1) في قول الله تعالى (2): * (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) * قال: لم يجئ تأويل هذه الآية بعد، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رخص لهم لحاجته وحاجة أصحابه، فلو قد جاء تأويلها، لم يقبل منهم، ولكنهم يقتلون حتى يوحد الله عز وجل وحتى لا يكون شرك.
- ومنه (3) عن بشير النبال قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) إنهم يقولون: إن المهدي (عليه السلام) لو قام لاستقامت له الأمور عفوا ولا يهريق محجمة دم. فقال (عليه السلام): كلا والذي نفسي بيده، لو استقامت لأحد لاستقامت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حين أدميت رباعيته، وشج في وجهه، كلا والذي نفسي بيده، حتى نمسح نحن أو أنتم العرق والعلق ثم مسح (عليه السلام) جبهته.
أقول: العلق: الدم، ومسح العرق والعلق كناية عن ملاقاة الشدائد التي توجب سيلان العرق، والجراحات المسيلة للدم كما ذكره المجلسي (ره).
- وفي كمال الدين (4) عن عيسى الخشاب قال: قلت للحسين بن علي صلوات الله عليه: أنت صاحب هذا الأمر؟ قال: لا ولكن صاحب الأمر الطريد الشريد الموتور (5) بأبيه، المكنى بعمه، يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر.
أقول: قوله (عليه السلام): المكنى بعمه يعني أن من كناه (أبو جعفر).
- كما ورد في رواية أخرى (6) عن الحسن بن المنذر عن حمزة بن أبي الفتح قال: كان يوما جالسا فقال لي: البشارة ولد البارحة في الدار مولود لأبي محمد (عليه السلام) وأمر بكتمانه، وأمر أن يعق عنه ثلاثمائة شاة، قلت: وما اسمه؟ قال: يسمى: م ح م د - ويكنى بأبي جعفر.
- وفيه (7) أيضا عن محمد بن مسلم قال: دخلت على أبي جعفر محمد بن علي

١ - الكافي: ٨ / ٢٠١ / ح ٢٤٣ وبحار الأنوار: ٥٢ / ٣٧٨ / ح ١٨١.
٢ - سورة الأنفال: ٣٩.
٣ - بحار الأنوار: ٥٢ / 57 / ح 123.
4 - إكمال الدين: 1 / 318 باب 30 ذيل 5.
5 - الطريد والشريد هما من ألقاب مولانا الحجة (ع) وكذا الموتور والمراد من الأب في الحديث هو الحسين بن علي (ع) أو جميع آبائه عليهم السلام (محمد الموسوي).
6 - إكمال الدين: 2 / 432 باب 42 ذيل 11.
7 - إكمال الدين: 1 / 327 باب 32 ذيل 7.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»