- عن غيبة النعماني (1) كأني بشيعة علي (عليه السلام) في أيديهم المثاني والتعبير بذلك لتكرر نزوله، فقد نزل إلى بيت المعمور جملة واحدة في ليلة القدر مرة أولى، ثم نزل منه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) نجوما في مدة عشرين سنة (2) ويمكن أن يكون المراد به خصوص فاتحة الكتاب كما عن أمير المؤمنين (عليه السلام) والتعبير عنها بالمثاني إما لتكررها في كل فريضة أو لتكرر نزولها عن النبي (صلى الله عليه وآله) والتعبير عن الأئمة (عليهم السلام) بذلك اللفظ إما باعتبار كونهم ولد الولد فهم في مرتبة ثانية بالنسبة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) بحسب عالم البشرية وترتيب الخلقة الإنسانية كما أن فاطمة في المرتبة الأولى وإما باعتبار كونهم في مرتبة ثانية بالنسبة إلى الكتاب الكريم كما يشهد به حديث الثقلين المتواتر المروي من الطريق المخالف والمؤالف.
- فمن طريق المخالفين عن أبي سعيد الخدري عنه (صلى الله عليه وآله) (3) قال أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (4) وأما باعتبار كونهم (عليهم السلام) في مرتبة ثانية بالنسبة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) بحسب العلوم الربانية، والمقامات العقلانية.
- فقد قال (صلى الله عليه وآله) (5): " أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ".
- وقال (6) أمير المؤمنين (عليه السلام) علمني رسول الله ألف باب كل باب يفتح ألف باب. هذا ما سنح بالبال في حل الإشكال، وتحقيق هذا المقال، والله العالم بحقائق الأحوال، وقد قيل فيه وجوه بعيدة لا نطيل الكتاب بذكرها، من أرادها فليرجع إلى (كتاب مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار) للشيخ أبي الحسن الشريف.