مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٢٠
والانتصار بهذا الاعتبار.
وأما دخوله في القسم الرابع فلما بينا في المكرمة الثانية والعشرين من أن اهتمام أهل الإيمان في الدعاء بتعجيل ظهور صاحب الزمان يكون من أسباب استباق فرجه وظهوره، فالدعاء لذلك إعانة له (عليه السلام) في المبادرة إلى الانتصار وأخذ ثار الأئمة الأطهار من القتلة اللئام الفجار.
- ويرشد إلى ما ذكرنا أيضا ما ورد في التوقيع الشريف إلى الشيخ المفيد (1) حيث قال:
ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب، في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ومما يؤيد ما ذكرناه أيضا: رؤيا وقعت لبعض الصالحات، المعتمدات من أقاربنا في هذه الأوقات التي اتفقت فيها المحن والبليات باستيلاء الكفار على بلاد الإسلام وغلب الهم والغم على الخاص والعام.
ومحصل ما وقع لتلك المؤمنة الصالحة في المنام مما يتعلق بهذا المقام أنها سمعت قائلا يقول ما معناه: لو كان المؤمن مواظبا في أعقاب صلواته في الدعاء بتعجيل ظهور مولاه كما يواظب في الدعاء لنفسه إذا كان مريضا أو مديونا أو نحو ذلك، بحيث يكون مفارقته (عليه السلام) سببا لهمه، وانكسار قلبه، واضطرار حاله، وتوزع باله، لكان دعاؤه بتلك الحالة موجبا لأحد أمرين: إما بدار مولاه إلى الظهور وإما تبدل حزنه بالسرور بارتفاع المحن والنجاة من البلايا والفتن.
هذا ويمكن أن يقرر اندراج الدعاء بتعجيل ظهور مولانا صاحب الزمان في أنحاء طلب ثأر مولانا الغريب المظلوم أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) بوجه آخر وهو أن يقال: إذا علم المؤمن أن من آثار هذا الدعاء وفوائده كما ذكرنا في المكرمة المتممة للعشرين الرجوع إلى الدنيا في زمان ظهوره (عليه السلام) فدعى لاستباق ذلك ليطلب بنفسه ثأر مولانا الشهيد المظلوم من قتلته، وأولادهم الراضين بفعال آبائهم، اندرج في طالبي الثأر بهذا الوجه والاعتبار.

(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»