مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤١٥
- وروى الشيخ الصدوق (ره)، في كتاب فضائل شهر رمضان، بسند صحيح عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: من عادى شيعتنا فقد عاداني، ومن والاهم فقد والاني، لأنهم منا، خلقوا من طينتنا، من أحبهم فهو منا، ومن أبغضهم فليس منا، شيعتنا ينظرون بنور الله، وينقلبون في رحمة الله، ويفوزون بكرامة الله، ما من أحد من شيعتنا يمرض إلا مرضنا لمرضه، ولا يغتم إلا غممنا لغمه، ولا يفرح إلا فرحنا لفرحه، ولا يغيب عنا أحد من شيعتنا أين ما كان في شرق الأرض وغربها.
ومن ترك من شيعتنا دينا فهو علينا، ومن ترك منهم مالا فلورثته، شيعتنا الذين يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويحجون البيت، ويصومون شهر رمضان، ويوالون أهل البيت، ويبرؤون من أعدائنا أولئك أهل الإيمان والتقى، وأهل الورع والتقوى من رد عليهم فقد رد على الله، ومن طعن عليهم فقد طعن على الله، لأنهم عباد الله حقا وأولياؤه صدقا، والله إن أحدهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر فيشفعهم الله فيهم لكرامته على الله عز وجل.
أقول: الأخبار الدالة على ما ذكرنا كثيرة جدا، مذكورة في كتب الحديث. وتؤيده الأحاديث الدالة على كونهم شهداء على الخلق، وهي مذكورة في أصول الكافي، وغيره.
فإن معنى الشهيد الحاضر المطلع على الواقعة كما لا يخفى.
والحاصل: كما أن الدعاء للأشراف في محضرهم تعظيم وتواضع لهم، كذلك الدعاء لأشرف الأشراف في زماننا مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) في محضره تعظيم وتواضع له، وحيث إن جميع أقطار العالم محضر له صلوات الله عليه، فينبغي للمؤمن أن يعظمه ويبجله بالدعاء له، حيثما كان وأين ما كان.
تذنيب إعلم أن التواضع للإمام (عليه السلام) قسمان: قلبي وبدني، أما التواضع القلبي: فهو أن يعتقد ويذعن المؤمن بأن الإمام أفضل وأشرف منه، ومن جميع ما سوى الله تعالى، بعد خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله) من الملائكة والنبيين وغيرهم، وإن الله عز وجل لم يخلق خلقا أفضل من رسول الله وأهل بيته الطاهرين وهذا اعتقادنا حقا عليه أحيى وعليه أموت وعليه أبعث إن شاء الله تعالى.
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»