مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤١٨
الثالث، من كون الإمام (عليه السلام) والدا حقيقيا.
ويؤيده تفسير الوالدين في قوله تعالى: * (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا) * (1) بالحسنين (عليهما السلام) كما في تفسير القمي (2) وغيره، ولذا يصح أن ينسب المؤمن ثأره (عليه السلام) إلى نفسه ويجعل كل أحد من المؤمنين نفسه ولي دمه (عليه السلام)، كما في زيارة عاشوراء (3): وأن يرزقني طلب ثاري مع إمام مهدي ظاهر ناطق منكم " (الخ).
ووجه آخر مضافا إلى هذا الوجه أن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر أمته بأمر الله عز وجل بالمودة في القربى، وقد تقدم أخبار عديدة دالة على كون المراد بالقربى الأئمة (عليهم السلام)، ولو حملنا القربى على مطلق الأقارب، أو الذرية نظرا إلى ظاهر اللفظ، فلا ريب أن الأئمة (عليهم السلام) أفضل أفرادهم، وأكمل مصاديقهم، ولا ريب أيضا في أن طلب ثارهم وحقوقهم من أظهر مصاديق المودة، وأجل أقسام إظهار المحبة.
إذا تقرر ما ذكرنا، فنقول: إن لطلب الثأر مراتب عديدة ودرجات أربعة:
الأولى: أن يكون ولي الدم ذا قوة واستيلاء واستعلاء، وسلطنة فيأمر بعض عبيده بقتل قاتل المظلوم.
والثانية: أن يقتل هو قاتل المظلوم، وبهذين القسمين يطلب الله عز وجل ثأر مولانا الشهيد المظلوم فإنه تعالى ولي دمه في الحقيقة ولذا ورد في زيارات عديدة: السلام عليك يا ثار الله " (الخ).
أما الأول: فلأنه عز وجل أمر مولانا القائم (عليه السلام) بطلب ثأر الحسين (عليه السلام) كما في روايات عديدة، ذكرنا بعضها في حرف الثاء المثلثة، من الباب الرابع.
- وفي كامل الزيارات (4) لابن قولويه بإسناده عن الصادق (عليه السلام)، في قوله تعالى: * (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل) * قال: ذلك قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) يخرج فيقتل بدم الحسين بن علي (عليه السلام)، فلو قتل أهل الأرض لم يكن سرفا (5). وقوله تعالى: * (فلا

١ - سورة الأحقاف: ١٥.
٢ - تفسير القمي: ٦٢١.
٣ - بحار الأنوار: ١٠١ / ٢٩٢.
٤ - كامل الزيارات: ١٣٥.
5 - في نسخة ثانية: مسرفا.
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»