مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤١١
السابق دعاء لأجل أمر قد وقع وهذا دعاء لأجل خير متوقع.
ومنها: دعاء التعظيم والتواضع، كدعاء الناس للعظماء والأعيان، والأشراف والأركان فإن دعاء الناس في حقهم غالبا إنما يكون توقيرا وتجليلا وتواضعا لهم بل يعد ترك الدعاء لهم في المحافل على المنابر توهينا بهم وهتكا لهم.
إذا عرفت هذا، فنقول: إن الدعاء لمولانا صاحب الزمان، وطلب تعجيل فرجه من القادر المنان، قد اجتمع فيه العناوين المذكورة بالضرورة، والعيان، عند من نظر بنور حقيقة الإيمان، فيترتب على كل منها فوائد جليلة ومكارم جميلة.
أما العنوان الأول: وهو الدعاء بحسب الشفقة والرحمة فلإجتماع موجبات الرحمة به، والشفقة عليه في وجوده المبارك فلنشر إلى بعضها لمن أراد السلوك في تلك المسالك.
فمنها: الوالدية الحقيقية للمؤمنين.
ومنها: الأخوة الواقعية مع المؤمنين.
ومنها: القربة وقلة الأنصار.
ومنها: الغيبة والعزلة عن الأحبة والديار.
ومنها: المظلومية بسبب غصب حقوقه.
ومنها: المظلومية لكونه موتورا بأبيه، وأجداده، وأرحامه وقراباته.
ومنها: الإيمان.
ومنها: كثرة أعدائه وضعف أحبائه.
ومنها: كثرة كربه وهمه وغمه بسبب ما يرد على أحبته، وشيعته في زمان غيبته.
ومنها: طول زمان ابتلائه.
ومنها: مجهولية قدره في الناس وانحرافهم عن طريقته.
ومنها: تقصير المؤمنين به في متابعته وخدمته، إلى غير ذلك مما يظهر للمتأمل في جهات أحواله، روحي وأرواح الطيبين له الفداء.
فيدرك المؤمن المخلص بالدعاء له الفوائد التي تترتب على ما أشرنا إليه من الجهات بأكمل الغايات وأعلى الدرجات، ففيه ثواب بر الوالد، ورعاية الأخ في الله، وإعانة الغريب والمظلوم، ونصرة المؤمن الواقعي، والتفريج عن المغموم والتنفيس عن المكروب، ورعاية
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»