مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٠٤
غيبته أو أعانه بطائفة من ماله أو أمده بعتاد، أو شحذه على جهاد، أو اتبعه في وجهه دعوة، أو رعى له من ورائه حرمة فأجر له مثل أجره وزنا بوزن، ومثلا بمثل الخ.
فإنه عد الدعاء للمجاهدين والمرابطين من أصناف إعانتهم وطلب للداعين مثل أجرهم فتدبر.
ثم إن من أقسام الإعانة بالدعاء الدعاء لهلاك أعدائه وظالميه إذ لا ريب في تأثير دعاء المؤمن في هلاك الظالمين إذا كان دعاؤه مقرونا بالشروط المأثورة عن الأئمة الطاهرين، صلوات الله عليهم أجمعين فإذا لم يقدر المؤمن على قتل أعداء إمامه وظالميه بالآلات الحربية كالسيف والسنان واقتدر على ذلك بمعونة الدعاء باللسان، وجب عليه أن يدخل في أعوانه وأنصاره بهذا العنوان، والله الموفق وهو المستعان ولذلك ورد عنهم الحث على لعن أعدائهم، والدعاء عليهم ولهلاكهم، كما سيمر عليك في الأدعية المأثورة له، صلوات الله عليه في الباب السادس والسابع فانتظر لها وراجع.
المكرمة السادسة والأربعون أنه يترتب على ذلك فوائد إجلال الكبير والتواضع له، فالكلام يقع في مقامات:
الأول: في بيان تلك الفوائد.
والثاني: في معنى التواضع.
والثالث: في بيان بعض أنواع التواضع وكيفية حصوله في هذا المقام بالدعاء لمولانا خاتم الأئمة الكرام عليه وعلى آبائه آلاف التحية والسلام.
أما المقام الأول: فاعلم أن ما استفدناه فوائد ستة، ولعل المتتبع في الأخبار يقف على غيرها من الفوائد والآثار.
الأولى: أنه إجلال الله.
- ففي الكافي (1) بسند مرسل كالصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم.

١ - الكافي: ٢ / 165 / ح 1.
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»