مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٦١
بتعجيل ظهور المنتقم من أعدائهم، فما السبب في تأخير ذلك! وأي فائدة لدعائهم!
والجواب عنه من وجوه:
الأول: ما ذكرناه في المكرمة السابقة، من أنه لا يستبعد أن يكون لظهوره صلوات الله عليه وقتان عند الله عز وجل أحدهما أقرب من الآخر، ويكون وقوعه في الوقت الأقرب موقوفا على اهتمامهم في الدعاء له فترك الدعاء يوجب التأخير عنه كما أن الاهتمام في ذلك يوجب وقوعه فيه.
الثاني: أن يقال: إن الله عز وجل قد استجاب دعاءهم لكن لا ريب في أن وقوع ذلك موقوف بحسب الحكم الإلهية على تحقق أمور وانتفاء أمور أخرى وهذه الأمور تجري وتتحقق تدريجا فتأخير الظهور إلى زماننا هذا وما بعده لا يدل على عدم استجابة الدعاء.
الثالث: أنه يمكن أن يقدر بسبب دعائهم (عليهم السلام) وقوع الفرج في زمان قريب، ثم يمنع مانع بسبب أعمال العباد يوجب تأخيره وهذا معنى كونه من الأمور البدائية، ونظيره في الأحاديث غير عزيز لا يخفى على المتتبع.
- مثل ما ورد أن العبد يدعو فيقدر استجابة دعائه في وقت، ثم يعصي فيقول تعالى (للملائكة ما معناه): أخروا قضاء حاجته، لأنه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان مني.
- وفي عدة من الكتب كالنعماني والطوسي (1) والبحار بأسانيدهم عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن عليا (عليه السلام) كان يقول إلى السبعين بلاء وكان يقول بعد البلاء رخاء وقد مضت السبعون ولم نر رخاء! فقال أبو جعفر (عليه السلام): يا ثابت إن الله تعالى كان وقت هذا الأمر في السبعين فلما قتل الحسين اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى أربعين ومائة سنة فحدثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم قناع الستر فأخره الله ولم يجعل له بعد ذلك وقتا عندنا * (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) *.
المكرمة الرابعة والعشرون أنه يحصل بالدعاء لفرج مولانا صاحب الزمان الوفاء بعهد الله، المأخوذ عن أهل الإيمان. وتحقيق الكلام في هذا المقام يقع في أمور.

١ - الغيبة: ٢٦٣ باب النهي عن التوقيت.
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»