لا يدخل الجنة ولا النار، أما عدم دخوله الجنة، فلعدم المقتضى له وأما عدم دخوله النار فلشفاعة الشافعين.
ويمكن المناقشة بأن السبب في دخول الجنة هو الإيمان فإذا سقط العقاب بالشفاعة صار السبب بلا مانع، فيتحقق مقتضاه.
ويمكن الجواب عن هذه المناقشة بوجهين:
أحدهما: أن بعض الروايات صريح في أن دخول الجنة أيضا بالشفاعة:
- ففي الأمالي والبحار (1) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فأيما امرأة صلت في اليوم والليلة خمس صلوات، وصامت شهر رمضان، وحجت بيت الله الحرام وزكت مالها، وأطاعت زوجها، ووالت عليا بعدي، دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة. الخبر.
- وفي البحار (2) في حديث شفاعة فاطمة (عليها السلام) ومحبيها، فيقول الله: يا أحبائي، ارجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة، انظروا من كساكم لحب فاطمة، انظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة، انظروا من رد عنكم غيبة في حب فاطمة، فخذوا بيده وأدخلوه الجنة. الخبر.
- وفي (3) حديث آخر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن المؤمن ليشفع لجاره وما له حسنة، فيقول: يا رب جاري، كان يكف عني الأذى، فيشفع فيه، فيقول الله تبارك وتعالى: أنا ربك، وأنا أحق من كافى عنك، فيدخله الجنة، وما له من حسنة، وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنسانا، فعند ذلك يقول أهل النار: * (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) * - وفي البحار (4) والبرهان عنه (صلى الله عليه وآله) إذا حشر الناس يوم القيامة ناداني مناد يا رسول الله إن الله جل اسمه قد أمكنك من مجازاة محبيك ومحبي أهل بيتك الموالين لهم فيك والمعادين لهم فيك فكافهم بما شئت فأقول: يا رب الجنة فأبوئهم منها حيث شئت فذلك المقام المحمود الذي وعدت به.
وثانيهما: أن الأخبار دلت على كون الإيمان سببا لدخول الجنة وكون الثواب على