مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣١٤
- ومنها: قوله (عليه السلام) في رواية أبي أيمن (1) التي ذكرناها في الأمر الثاني ما من أحد من الأولين والآخرين إلا وهو محتاج إلى شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة. لشموله بعمومه جميع المؤمنين حتى المطيعين، بل الأنبياء السابقين وغيرهم من الصالحين ومن المعلوم أن احتياجهم إلى شفاعته ليس لرفع العذاب إذ لا مقتضى لتعذيبهم بل هو لارتفاع الدرجات وازدياد العنايات.
- ويعضد هذه الرواية ما روي في البحار (2) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من أحد من الأولين والآخرين، إلا وهو يحتاج إلى شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة.
- ومنها: ما في البحار (3) والبرهان عن العياشي، عن عيص بن القاسم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الجن والإنس يحبسون يوم القيامة في صعيد واحد، فإذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة، فيقولون: إلى من؟ فيأتون نوحا فيسألونه الشفاعة، فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي فيقولون: إلى من؟ فيقال إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيسألونه الشفاعة فيقول هيهات قد رفعت حاجتي فيقولون: إلى من؟ فيقال: ائتوا موسى فيأتونه، فيسألونه الشفاعة فيقول:
هيهات، قد رفعت حاجتي فيقولون: إلى من؟ فيقال: ائتوا عيسى فيأتونه، ويسألونه الشفاعة، فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي فيقولون: إلى من؟ فيقال: ائتوا محمدا.
فيأتونه فيسألونه الشفاعة فيقوم مدلا، حتى يأتي باب الجنة، فيأخذ بحلقة الباب ثم يقرعه، فيقال: من هذا؟ فيقال: أحمد فيرحبون ويفتحون الباب فإذا نظر إلى الجنة خر ساجدا يمجد ربه بالعظمة، فيأتيه ملك فيقول ارفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفع فيرفع رأسه فيدخل من باب الجنة فيخر ساجدا، ويمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك، وسل تعط، واشفع تشفع فيقوم فما يسأل شيئا إلا أعطاه الله إياه.
قال المجلسي (ره): قوله قد رفعت حاجتي: أي إلى غيري والحاصل: إني أيضا أستشفع من غيري، فلا أستطيع شفاعتكم.
أقول: لا ريب أن احتياجهم إلى غيرهم ليس لأجل نجاتهم من العذاب لأنهم معصومون،

١ -: ٢٠٢.
٢ - بحار الأنوار: ٨ / ٤٢ باب ٢١ ح ٣١.
٣ - بحار الأنوار: ٨ / 47 باب 21 ح 48.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»