مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣١٠
- وفي حديث آخر (1) أنه دخل مولى لامرأة علي بن الحسين على أبي جعفر (عليه السلام) يقال له أبو أيمن فقال: يا أبا جعفر تغرون الناس وتقولون شفاعة محمد شفاعة محمد!
فغضب أبو جعفر (عليه السلام) حتى تربد وجهه، ثم قال: ويحك يا أبا أيمن، غرك أن عف بطنك وفرجك، أما لو قد رأيت أفزاع القيامة لقد احتجت إلى شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله) ويلك، فهل يشفع إلا لمن وجبت له النار.
ثم قال: ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو محتاج إلى شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة.
ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): إن لرسول الله (صلى الله عليه وآله) الشفاعة في أمته، ولنا شفاعة في شيعتنا، ولشيعتنا شفاعة في أهليهم ثم قال: وإن المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر، وإن المؤمن ليشفع حتى لخادمه، ويقول: يا رب حق خدمتي كان يقيني الحر والبرد.
الأمر الثالث: في ذكر بعض الشفعاء يوم القيامة إعلم أن الشفاعة الكبرى من خصائص نبينا (صلى الله عليه وآله).
- روى في الخصال (2) وغيره عنه (صلى الله عليه وآله) قال: أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي:
جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، ونصرت بالرعب، وأحل لي المغنم وأعطيت جوامع الكلم وأعطيت الشفاعة.
وشفاعة غيره من شعب شفاعته الكبرى لانتهائها إليه (صلى الله عليه وآله).
فمن الشفعاء: الأئمة الطاهرون، كما عرفت.
- ويدل عليه أيضا ما في البحار (3) عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تعالى: * (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) * (4) قال: الشافعون الأئمة والصديق من المؤمنين.
- وفي قوله تعالى: * (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) * (5) قال: نحن أولئك الشافعون.

١ - المحاسن: ١ / ١٨٣ / ح ١٨٥.
٢ - الخصال للشيخ الصدوق: ١ / ٢٩٢ باب الخمسة ح ٥٦.
٣ - بحار الأنوار: ٨ / ٤١ و ٤٢ باب ٢١ ح ٣٢.
٤ - سورة الشعراء: ١٠٠.
٥ - سورة البقرة: ٢٥٥.
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»