مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢٦٣
- وفيه (1) في باب الحب في الله عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أوثق عرى الإيمان أن يحب في الله ويبغض في الله ويعطي في الله ويمنع في الله.
- وفي الباب المذكور عنه (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أي عرى الإيمان أوثق؟ فقالوا الله ورسوله أعلم وقال بعضهم: الصلاة وقال بعضهم الزكاة وقال بعضهم الصيام وقال بعضهم الحج والعمرة وقال بعضهم الجهاد، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل ما قلتم فضل، وليس به، ولكن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله وتولي أولياء الله والتبري من أعداء الله.
- وفيه (2) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل من لم يحب على الدين، ولم يبغض على الدين فلا دين له.
أقول: هذه نبذة من الأخبار الدالة على وجوب ولاية أولياء الله وإذا تمهد ما ذكرنا فنقول لا ريب في أنه كلما كان الإيمان أكمل كان الحب لأهله آكد، وكلما كان المؤمن أكمل فينبغي أن يكون حبك له أشد وأكمل، لأن هذه المحبة إنما هي بسبب الرابطة الإيمانية التي تكون بين المؤمنين فبهذا التقرير يجب أن يكون حبك لإمام زمانك الذي هو أصل الإيمان وعروته وطود الولاية وذروته أشد من حبك لجميع المؤمنين، بل يكون هو (عليه السلام) أحب إليك من أبيك وبنيك، بل من ذاتك كما دل على ذلك قوله تعالى: * (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها، ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره) *.
- والحديث النبوي المروي في دار السلام وغيره عن العلل قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3):
لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وتكون عترتي أحب إليه من عترته، ويكون أهلي أحب إليه من أهله، وتكون ذاتي أحب إليه من ذاته.
ثم إنه لا يخفى أن الحب أمر قلبي، وكيفية نفسانية إلا أن له آثارا ظاهرة وآيات باهرة بها يستدل على درجات حبك للمحبوب وشوقك إلى المطلوب:
منها: اهتمامك بالدعاء له إذا غاب واغتمامك له إذا أصيب بمصاب ألا ترى أنه إذا كان

١ - الكافي: ٢ / ١٢٥ باب الحب في الله والبغض في الله ح ٢.
٢ - الكافي: ٢ / 127 باب الحب في الله ح 16.
3 - علل الشرائع: 140 باب 117 ح 3.
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»