مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٢٥٢
أقول: فهل تسمع نداء مولاك، ومن تحتاج إليه في أولاك وأخراك؟ وهل تجيب دعوته؟
وهل تفضي حاجته؟ فإن لسان حاله ومقاله ناطق بالاستنصار، فأعينوه يا أولي الأسماع والأبصار.
وحيث انجر الكلام إلى هذا المقام، فلا بأس بذكر جملة من نداءاته (عليه السلام) قبل ظهوره أو بعده ونذكر النداءات الصادرة عنه (عليه السلام) ونداءات غيره جميعا، لأن كلتيهما متعلقان به (عليه السلام).
- (ألف) في البحار (1) عن النعماني بإسناده عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام)، قال: لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى ينادى باسمه من جوف السماء، في ليلة ثلاث وعشرين ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه ألا إن فلان ابن فلان قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) فاسمعوا له وأطيعوه فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا سمع الصيحة، فتوقظ النائم، ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها ويخرج القائم مما يسمع وهي صيحة جبرائيل.
- وفي كمال الدين (2) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ينادي مناد من السماء: إن فلان ابن فلان هو الإمام، وينادي باسمه وينادي إبليس لعنه الله تعالى من الأرض كما نادى برسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة العقبة.
- (ب) وفيه (3) عن الثمالي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: إن خروج السفياني من الأمر المحتوم؟ قال: نعم، واختلاف بني العباس من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم (عليه السلام) من المحتوم، فقلت له: فكيف يكون ذلك النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار: ألا إن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون.
- (ج): في البحار (4) عن العياشي عن عجلان أبي صالح، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: لا تمضي الأيام والليالي حتى ينادي مناد من السماء: يا أهل الحق اعتزلوا، يا أهل الباطل اعتزلوا، فيعزل هؤلاء من هؤلاء، ويعزل هؤلاء من هؤلاء قال: قلت: أصلحك الله

١ - بحار الأنوار: ٥٢ / ١١٩ باب ٢١ ح ٤٨.
٢ - إكمال الدين: ٢ / ٦٥٠ باب ٥٧ ح ٤.
٣ - إكمال الدين: ٢ / ٦٥٢ باب ٥٧ ح ١٤.
٤ - بحار الأنوار: ٥٢ / 222 باب 25 ح 86.
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»