مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٣٤
فيا إخواني في الدين وخلاني على اليقين، أوصيكم بعرض حوائجكم إليه، فلا يخفى شئ من أموركم عليه.
- ففي الكافي (1) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الإمام ليسمع في بطن أمه، فإذا ولد خط بين كتفيه: * (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) * فإذا صار الأمر إليه، جعل الله له عمودا من نور يبصر به ما يعمل أهل كل بلدة.
- وفي جنة المأوى عن كشف المحجة (2) عن الكليني، في كتاب الرسائل عمن سماه قال: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام): إن الرجل يحب أن يفضي إلى إمامه ما يحب أن يفضي به إلى ربه، قال: فكتب (عليه السلام): إن كانت لك حاجة فحرك شفتيك، فإن الجواب يأتيك.
أقول: الأخبار في ذلك المعنى متعددة من أرادها فليطلبها من مظانها.
الواقعة الثانية: ما في جنة المأوى (3) تأليف العالم الجليل الحاج ميرزا حسين النوري، ضاعف الله تعالى له النور، وأعلى درجته في دار السرور قال: في شهر جمادى الأولى من سنة ألف ومأتين وتسعة وتسعين، ورد الكاظمين (عليهما السلام) رجل اسمه (آقا محمد مهدي) وكان من قاطني بندر ملومين من بنادر ماجين وممالك برمة، وهو الآن في تصرف الإنجليز، ومن بلدة كلكته قاعدة سلطنة ممالك الهند إليه مسافة ستة أيام في البحر، مع المراكب الدخانية، وكان أبوه من أهل شيراز ولكنه ولد وتعيش في البندر المذكور وابتلي قبل التاريخ المذكور بثلاث سنين بمرض شديد، فلما عوفي منه بقي أصم أخرس، فتوسل لشفاء مرضه بزيارة أئمة العراق (عليهم السلام) وكان له أقارب في بلدة الكاظمين من التجار المعروفين، فنزل عليهم وبقي عندهم عشرين يوما فصادف وقت حركة مركب الدخان إلى سر من رأى، لطغيان الماء، فأتوا به إلى المركب وسلموه إلى راكبيه، وهم من أهل بغداد وكربلاء، وسألوهم المراقبة في حاله، والنظر في حوائجه، لعدم قدرته على إبرازها.
وكتبوا إلى بعض المجاورين من أهل سامراء للتوجه في أموره فلما ورد تلك الأرض المشرفة والناحية المقدسة، أتى إلى السرداب المنور بعد الظهر من يوم الجمعة العاشر من

١ - الكافي: ١ / 387 باب مواليد الأئمة (عليهم السلام) ح 4.
2 - 153 ما ورد في 684 و 555.
3 - جنة المأوى: 265 حكاية 32.
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»