مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٣٧
وفي هذا المعنى أخبار كثيرة، ثم إن هذا الحديث يدل على أن بدء ظهوره (عليه السلام) من أنطاكية، والجمع بينه وبين ما روي في البحار (1) وغيره، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه يخرج من قرية يقال لها كرعة، وفي بعض الروايات أنه يخرج من المدينة، وفي بعضها من مكة، بتعدد ظهوراته، كما تدل عليه الأخبار المروية عن الأئمة الأطهار.
ويأتي ذكرها في كل مقام بمناسبته.
قرابته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) تقتضي الدعاء له لأنه من المودة وقد قال الله تعالى: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * (2).
وسيأتي في ذلك زيادة تحقيق في الباب الخامس إن شاء الله تعالى.
- ولما رواه الشيخ الصدوق (ره) في الخصال (3) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أربعة أنا الشفيع لهم يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض: معين أهل بيتي، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه، والدافع عنهم بيده عقوبة.
أقول: وقد ورد هذا الحديث بغير هذا الطريق أيضا ويأتي ذكره في الباب الخامس إن شاء الله تعالى.
قسطه (عليه السلام) قد مر معناه، وبعض ما يدل عليه في (عدله) ونزيدك هنا عدة روايات، لئلا يخلو هذا العنوان والله تعالى هو المستعان.
- فمنها ما في غاية المرام (4) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض.

١ - بحار الأنوار: ٥٢ / ٣٨٠ باب ٢٧ ح ١٨٩.
٢ - سورة الشورى: ٢٣.
٣ - الخصال للشيخ الصدوق: ١ / ١٩٦ باب الأربعة ح ١.
٤ - غاية المرام: ٦٩٢ باب ١٤١ ح ٥، شرح الأخبار ٣ / 285.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»