- وفي حديث آخر (1) فيه عنه (صلى الله عليه وآله) قال: لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة واحدة، لطول الله تلك الليلة حتى يملك رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، الخبر.
فإن قلت: هذا الخبر مصرح بأن اسم أبيه اسم أبي النبي (صلى الله عليه وآله) وهذا مناف لكون القائم ابن الإمام حسن العسكري (عليه السلام).
قلت: قد أجاب عن ذلك محمد بن طلحة الشافعي، وهو من أعيان علماء العامة أولا: بأن هذا من زيادات زائدة أحد رواة هذا الحديث، وهو ممن عادته الزيادة في الأحاديث:
ورواية أبي داود والترمذي في صحيحيهما خالية من تلك الزيادة.
وثانيا: لو فرض ورود ذلك احتمل أن يكون اسم أبي مصحف ابني ومثل ذلك كثير الوقوع.
وثالثا: لو فرض وروده بهذا النحو أول بأن النبي (صلى الله عليه وآله) عبر عن الكنية بالاسم وعن الجد بالأب، فالمراد بأبيه الحسين (عليه السلام) وكنيته أبو عبد الله وهذان التعبيران شائعان في العرف واللغة. إنتهى كلامه ملخصا.
أقول: ليس المعول في إثبات كون الحجة بن الحسن (عليه السلام) هو القائم الموعود على هذا الحديث، بل المعول على الأخبار الكثيرة المتواترة الناصة المصرحة بذلك التي قدمنا نبذة منها.
وإنما أوردت هذا الحديث مع أجوبة هذا الفاضل اللبيب لئلا يشتبه الأمر على من لاحظه، ولأن يعلم الناظر في هذا الكتاب ما جرى عليه عادة بعض رواتهم من الزيادة في الأحاديث، وقد صرح جمع منهم بأن زائدة أحد رواة هذا الحديث ممن ديدنه الزيادة ولكي تعلم أن كون القائم هو ابن الحسن العسكري من الأمور المسلمة بينهم حتى إن هذا الفاضل أوجب على نفسه تأويل هذا الحديث على فرض صدوره، والحمد لله تعالى على إتمام نوره، ويعجبني هنا نقل رواية تبصر لها السيد محمد الحميري (ره) لأن فيها التصريح بالحجة ابن الحسن وأنه الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا.