سوداء، لحيته خفيفة، عليه ثياب خضر، يرى من أبناء خمسة وثلاثين ولما دنا مني سلم علي وفتح باعه وضمني إليه وقبلني وأنا أيضا قبلته وأظنه من السادة الذين كنت أعطيهم شيئا من الخمس أحيانا يعرفني وأنا لا أعرفه بشخصه وهو يرجو مني شيئا فقال (عليه السلام): حاج علي أهلا وسهلا، على خير؟ قلت له: أريد بغداد، قال (عليه السلام) لي: ارجع نزور جدي موسى بن جعفر، هذه ليلة الجمعة، قلت له: سيدنا لا أقدر، عندي شغل، قال (عليه السلام): إرجع لأشهد أنا لك والشيخ، وإن الله أمر لشاهدين، قلت: أي شيخ تريد؟ قال لي: الشيخ محمد حسن آل يس قلت له: ما أدراك ما جرى بيني وبينه؟ قال (عليه السلام) لي: يؤدون حق الإنسان إليه لا يدري ارجع، فهبته وأكبرته ولم أقدر على مخالفته فرجعت معه وهو آخذ يدي بيده قابض عليها، ولما تأملته رأيته عظيما فقلت في نفسي: أسأله عن بعض الأشياء، فقلت له: سيدنا كان علي من سهم الإمام (عليه السلام) كذا وأوصلت بالغري إلى فلان وفلان وفلان وسميتهم له فهل صار عملي صحيحا؟
قال: نعم بيد وكلائنا وصل، قلت: وأوصلت اليوم إلى فلان وسميته له كذا ثم صار القرار على الحوالة فهل هذا صار أيضا صحيحا؟ قال (عليه السلام): نعم بيد وكيلنا وصل، ثم نظرت ورأيت نهرا جاريا عن يميننا غير الدجلة وماؤه صاف كأبيض ما يكون من الماء وأصفاه كأنه ماء صاف في بلور وقد حفت بنا من كل الطرفين أشجار كثيرة ملتفة متدلية على رؤوسنا من كل نوع ولون من الليمون والنارنج والرمان والكرم والكمثري قد أينعت ثمارها فقلت له: سيدنا إني طرقت كثيرا من هذا الطريق ولم أر شيئا من هذه الأشياء أبدا، قال (عليه السلام): إذا زارنا موالونا تباريهم هذه الأشياء، قلت له: سيدنا أراك فرد رؤية أريد أن أسألك عن مسألة، قال (عليه السلام): بسم الله، قلت له: إني زرت سنة تسعة وستين ومائتين وألف مولاي الرضا (عليه السلام) فهل زيارتي مقبولة؟ قال (عليه السلام): مقبولة إن شاء الله قلت له: سيدنا مسألة قال: بسم الله، قلت له: الحاج محمد حسين بذارباشي زيارته مقبولة - قلت عند نفسي: الناس يجيئونني ويسألونني: هل سألك السيد عنه وكان من أهل بغداد ومعنا في طريق الرضا (عليه السلام) - قال العبد الصالح: زيارته مقبولة، قلت له: سيدنا مسألة، قال (عليه السلام): بسم الله، قلت: فلان سميته له زيارته مقبولة وكان معنا في ذلك الطريق فلم يجبني بشئ، قلت له: سيدنا سألتك عن مسألة هل سمعته فأدار