إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٦١
خسرت الدنيا والآخرة ذلك الرجل صاحب الدار فالتفت إلى الغلام فلم أره وأنا من ذلك الوقت بينكم نادما على ما فرطت، هذه حكايتي وأمثال هذه الغرائب كثيرة لا نطيل الكلام بها.
أقول: قد نقل صاحب الكتاب حكاية عن كتاب نور العيون تأليف محمد شريف الحسيني تقرب من هذه إلا أن بينها اختلافا كثيرا وقد ذكرناها في الخامسة والعشرين من الحكايات والله أعلم (1).
الحكاية التاسعة والثلاثون: وممن فاز بتلك الدوحة العليا ونال التشرف بتلك الطلعة الغراء في غيبته الكبرى المؤلف الضعيف وذلك في مسافرتي من محل إقامتي ومجاورتي ومدفني إن شاء الله تعالى وهو الحاير المقدسة الحسينية والبقعة المباركة الطيبة إلى زيارة مولانا أبي الأئمة في وقفة البعثة النبوية السنة المعروفة بالغريقية وذلك سنة ألف وثلاثمائة وخمس من الهجرة المقدسة وذلك أنه اتفقت تلك الزيارة في فصل الربيع من تلك السنة الهايلة، خرج جم غفير من مجاوري كربلا من العرب والعجم وخرجنا بالعيال وثقل الأطفال بعد خروج جمع كثير قبلنا ومعنا عمنا الرجل التقي النقي المعروف بالصلاح يدعى الحاج عبد الحسين، فخرجنا حتى انتهينا إلى قريب من السدة التي خارج البلدة قريب من مركز السليمانية تعرف بالسدة التي أمر بها الشيخ شيخ العراقين طاب ثراه وإذا بانقلاب الهواء وهبوب الأرياح العاصفة والعجاج الثائر فتراكمت السحب السود وأخذت الهواء تمطر مطيرات ناعمة إلى أن اشتد المطر وأغزر فأمطرت البرد والحالوب الشديد فكأنها مقامع من حديد وكانت ما تقرب من جوزة كبيرة أو نارنجة صغيرة واشتد الأمر وضاق الفضاء ونزل البلاء وأيقنا بالموت والفناء فهلك بها المواشي والأنعام واضطرب منها الخاص والعام، فمنهم من أصابته في صدغه فقضى به نحبه في حينه وساعته ومنهم من كان ينتظر ومنهم من اندهش وانذهل ومنهم المفترش في الثلج والوحل، هذا واستصعب البرد غايته واشتد إلى أن بلغ نهايته فكان الفلك الزمهرير أخرق الهواء وأشرف، وكان الهواء بالثلج قد تكيف

1 - جنة المأوى: 307 الحكاية 57.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»