إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٥٩
قريب إلى قرية أهلها جميعا من الشيعة قال: فقلت: يا سيدي أنت لا تجئ معي إلى هذه القرية؟ فقال (عليه السلام) ما معناه: لا لأنه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد أريد أن أغيثهم ثم غاب عني فما مشيت إلا قليلا حتى وصلت إلى القرية وكان في مسافة بعيدة ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم، فلما دخلت الحلة ذهبت إلى سيد الفقهاء السيد مهدي القزويني (رحمه الله) وذكرت له القصة فعلمني معالم ديني فسألته عملا أتوصل به إلى لقائه (عليه السلام) مرة أخرى فقال: زر أبا عبد الله (عليه السلام) أربعين ليلة جمعة قال: فكنت أزوره من الحلة في ليالي الجمع إلى أن بقي واحدة فذهبت من الحلة في يوم الخميس، فلما وصلت إلى باب البلد فإذا جماعة من أعوان الظلمة يطالبون الواردين التذكرة وما كان عندي تذكرة ولا قيمتها فبقيت متحيرا والناس متزاحمون على الباب فأردت مرارا أن أتخفى وأجوز عنهم فما تيسر لي فإذا بصاحبي صاحب الزمان في زي لباس طلبة الأعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد، فلما رأيته استغثت به فخرج وأخذني معه وأدخلني من الباب فما رآني أحد، فلما دخلت البلد افتقدته من بين الناس وبقيت متحيرا على فراقه (عليه السلام) وقد ذهب عن خواطري بعض ما كان في تلك الحكاية (1).
الحكاية الثامنة والثلاثون: فيه عن العالم الجليل المحدث السيد نعمة الله الجزائري عمن أعتمد عليه أنه كان منزله في بلد على ساحل البحر وكان بينهم وبين جزيرة من جزاير البحر مسير يوم أو أقل، وفي تلك الجزيرة مياههم وحطبهم وثمارهم وما يحتاجون إليه فاتفق أنهم على عادتهم ركبوا في سفينة قاصدين تلك الجزيرة وحملوا معهم زاد يوم، فلما توسطوا البحر أتاهم ريح عدلهم عن ذلك القصد وبقوا على تلك الحال تسعة أيام حتى أشرفوا على الهلاك من قلة الماء والطعام ثم إن الهواء رماهم في ذلك اليوم على جزيرة في البحر فخرجوا إليها وكان فيها المياه العذبة والثمار الحلوة وأنواع الشجر فبقوا فيها نهارا ثم حملوا منها ما يحتاجون إليه وركبوا سفينتهم ودفعوا، فلما بعدوا عن الساحل نظروا إلى رجل منهم بقي في الجزيرة فناداهم ولم يتمكنوا من الرجوع فرأوه قد شد حزمة حطب

1 - جنة المأوى: 293 حكاية 47.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»