قال: صدق، قلت له: سيدنا سمعته يقول: روي أنه من زار الحسين (عليه السلام) ليلة الجمعة فله أمان من النار، هذا صحيح؟ قال (عليه السلام): أي والله وعيناه تدمعان ثم مضينا حتى وصلنا إلى موضع من الجادة جانباه بساتين وكان هناك موضع عن يمين الخارج من بغداد إلى كاظمية لبعض السادة وفيهم أيتام أدخله الحكام في الجادة غصبا وتعرف ببستان السادة، والمحتاطون من البلدتين لا يمرون منه، ورأيته يمشي في هذا الموضع فقلت له: سيدنا يقال: إن المرور من هناك مشكل، قال: يجوز لموالينا المرور منه، فقلت له: سيدنا إني أراك فرد رؤية، هذا بستان ميرزا هادي يقولون: إن قاعه وقف على موسى بن جعفر (عليهما السلام) فقال:
تمام مالنا، اسأل غير هذا، فوصلنا إلى ساقية أخرجت من الدجلة لأجل البساتين فيها يفترق الطريقان: طريق السادة والطريق السلطاني فرأيته مال إلى الأول فقلت: سيدنا نمضي من السلطاني قال: لا، نمضي من هذا فمشينا وما خطونا إلا خطوات فرأيت أنفسنا عند الكفشوان (1) الصاعد إلى يسار الإيوان الشرقي وباب المراد للداخل إليه فخلع نعليه وخلعت ومضى من الإيوان ولم يقف بباب الرواق ودخله ووقف بباب الحرم وقال لي: زر، قلت له: سيدنا أنا عامي لم أقرأ، قال: أزورك؟ قلت له: نعم، فقال (عليه السلام): أأدخل يا الله السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا فاطمة الزهراء وانتهى إلى السلام على علي بن محمد والحسن العسكري (عليهم السلام) وسلم عليه فالتفت إلي وقال: أتعرف إمام زمانك؟ قلت: نعم، قال (عليه السلام): فما تقول أنت إذا انتهيت في السلام إلى هنا؟ قلت: أقول السلام عليك يا صاحب الزمان السلام عليك يا حجة الله قال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته فدخل ودخلت وقبل الضريح وقبلت ثم قال لي: زر، قلت له: سيدنا قلت لك إني لم أقرأ قال (عليه السلام): أزورك؟ قلت له: نعم، قال: بأي زيارة؟ قلت له: سيدنا إني أراك فرد رؤية بأيها أفضل؟ قال: أمين الله، ثم قال (عليه السلام): عليكما يا أميني الله في أرضه السلام عليكما يا حجتي الله على عباده وانتهى إلى آخرها وشموع الحرم مشعلة غير أني أرى جو الحرم مضيئا بضوء غير ضوء السراج بل كضوء الشمس عند ارتفاعها وأرى ضوء تلك الشموع بجنبه كضوئها إذا اشتعلت بالنهار وقت الضحى قبالة الشمس ثم تحول من طرف الرجلين إلى خلف الضريح