وجهه عني إلى جانب آخر، وهذا الرجل فحصنا عن حاله فبان أنه كان قد قتل أمه قلت له: سيدنا فرمان هل هو من موالي أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان رجلا من قرائبي قال: هو وجميع من يلوذ بك من موالي أمير المؤمنين (عليه السلام)، قلت: سيدنا أنا قليل المعرفة بالمسألة أسألك عن مسألة قال (عليه السلام): بسم الله، قلت له: لقينا في ذهابنا إلى زيارة مولانا الرضا (عليه السلام) بمرحلة دروت رجلا من المعدان راجعا من الزيارة أقريناه بالليل وسألناه عن بلد الرضا (عليه السلام) كيف هو؟ فقال:
الجنة الجنة كنت هناك خمسة عشر يوما بالمهمانخانة أتغدى وأتعشى وأي جرأة للنكير والمنكر يجيئانني ويسألانني في القبر وقد نبت لحمي من طعامه، كلامه هذا صحيح؟
قال: نعم جدي ضامن، قلت له: سيدنا، أنا قليل المعرفة بالمسألة أريد أن أسألك مسألة قال: بسم الله، قلت: سمعت الشيخ عبد الرزاق وكان رجلا ببغداد ويقرأ لنا الأخبار والمرثية ويقول من حج أربعين حجة واعتمر أربعين عمرة وكان تمام عمره صائما نهاره قائما ليله ثم مات بين الصفا والمروة ولم يوال أمير المؤمنين وأولاده المعصومين (عليهم السلام) فليس بناج ولا له من عمله شئ، هذا صحيح؟
قال (عليه السلام): إي والله ليس له شئ، قلت له: سيدنا مسألة، قال: اسأل، قلت له: وكان يقول:
روي أن سليمان الأعمش قال: كان لي جار أتيته ليلة جمعة فقلت له: ما تقول في زيارة الحسين (عليه السلام)؟ قال: بدعة فقمت من عنده وأتيت إلى مضجعي وقلت في نفسي آتيه ثانيا فإن أصر قتلته، فلما كان وقت السحر أتيت بابه فقرعته فإذا بزوجته تقول لي: إنه قصد إلى زيارة الحسين (عليه السلام) من أول الليل فذهبت في أثره فلما دخلت الروضة فإذا بالشيخ باك وداع فقلت له: بالأمس كنت تقول: زيارته بدعة والآن أتيت تزوره فقال: رأيت رؤيا هالتني، رأيت ناقة من نور عليها هودج من نور وفيه امرأتان والناقة تطير بين السماء والأرض فقلت لمن هذه؟
فقيل: لخديجة الكبرى وفاطمة الزهراء سلام الله عليهما قلت: أين يريدون؟ قيل: ليلة الجمعة يزورون الحسين (عليه السلام) ثم دنوت من الهودج وإذا برقاع تتساقط من السماء قلت: ما هذه الرقاع؟ قيل: هذه فيها أمان من النار لزوار الحسين (عليه السلام) ليلة الجمعة فطلبت رقعة فقيل:
إنك تقول زيارته بدعة لا تنالها حتى تعرف فضله وتزوره فانتبهت فزعا وقصدت إلى زيارته، هل هذا صحيح؟