إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ١٣٩
صوامعكم بيوتكم وعضوا مثل جمر الغضا واذكروا الله كثيرا فذكره أكبر لو كنتم تعلمون. ثم قال: وتبنى مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل والفرات فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر مزخرفة بالذهب والفضة والأزورد والمرمر والرخام وأبواب العاج والأبنوس والخيم والقباب والستارات وقد غلبت بالساج والعرعر والصنوبر وشيدت بالقصور وتوالت عليها ملك بني شيصبان، أربعة وعشرون ملكا فيهم السفاح والمقلاص والجموح والخدوع والمظفر والمؤنث والنظار والكبش والمهتور والعثار والمصطلم والمستصعب والعلام والرهبان والخليع والسيار والمترف والكديد والأكتب والمترف والأكلب والوسيم والظلام والغيوق، وتعمل القبة الغبراء ذات الفلاة الحمراء وفي عقبها قائم الحق يسفر عن وجه بين الأقاليم كالقمر المضئ بين الكواكب الدرية، ألا وإن لخروجه علامات عشرة أولها طلوع الكوكب ذي الذنب ويقارب من الحادي ويقع فيه هرج ومرج شغب، وتلك علامات الخصب، ومن العلامة إلى العلامة عجب فإذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك يظهر القمر الأزهر وتمت كلمة الإخلاص لله على التوحيد (1).
(وفيه) عن غيبة النعماني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لله مائدة وفي غير هذه الرواية مأدبة (2) بقرقيسا يطلع مطلع من السماء فينادي: يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين (3).
(وفيه) عن إكمال الدين عنه (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إياكم والتنويه (4) أي لا تشتهروا أنفسكم أو لا تدعوا الناس إلى دينكم أو لا تشتهروا ما أقول لكم من أمر القائم (عج) وغيره مما يلزم إخفاؤه عن المخالفين، أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم وليمحص حتى يقال مات أو هلك بأي واد سلك ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه ولترفعن اثني عشر راية مشتبهة لا يدرى أي من أي، فكيف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة في

١ - كفاية الأثر: ٢١٦.
2 - المأدبة: الطعام الذي يصنعه الرجل يدعو إليه الناس.
3 - غيبة النعماني: 278 ح 63 باب 14.
4 - التنويه: التشهير.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»