وتمطر في غير أوان المطر ويستحسنون الكوتة والمعازف وينكرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذل من الأمة، وتظهر قراؤهم وعبادهم فيما بينهم التلاوم (1) فأولئك يدعون في ملكوت السماوات الأرجاس الأنجاس، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها لا يخشى الغني إلا الفقر حتى أن السائل ليسأل فيما بين الجمعتين لا يصيب أحدا يضع في يده شيئا، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده يا سلمان، عندها يتكلم الرويبضة قال: وما الرويبضة يا رسول الله فداك أبي وأمي؟
قال: يتكلم في أمر العامة من لم يتكلم فلم يلبثوا إلا قليلا حتى تخور الأرض خورا فلا يظن كل قوم إلا أنها خارت في ناحيتهم فيمكثون ما شاء الله ثم يمكثون في مكثهم فتلقي لهم الأرض أفلاذ كبدها، قال: ذهب وفضة ثم أومأ بيده إلى الأساطين فقال: مثل هذا فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضة، فهذا معنى قوله * (فقد جاء أشراطها) * (2). (3) وفي روضة الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام): سرت مع أبي جعفر المنصور وهو في موكبه وهو على فرس وبين يديه خيل ومن خلفه خيل وأنا على حمار إلى جانبه فقال لي: يا أبا عبد الله قد كان ينبغي لك أن تفرح بما أعطانا الله من القوة وفتح لنا من العز، ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الأمر منا وأهل بيتك، فنصرتنا بك وبهم قال: فقلت: ومن رفع هذا إليك عني فقد كذب فقال: أتحلف على ما تقول؟
قال: فقلت: إن الناس شجرة بغي يحبون أن يفسدوا قلبك علي فلا تمكنهم من سمعك فإنا إليك أحوج منك إلينا، فقال: تذكر يوم مسألتك: هل لنا ملك؟ قلت: نعم طويل عريض شديد فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم حتى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام في بلد حرام فعرفت أنه قد حفظ الحديث فقلت: لعل الله عز وجل أن يكفيك فإني لم